المرّيخ يدور في الفلك في مدة سنتين إلّا شهرا واحدا بالتقريب، يقيم
في كل برج خمسة و أربعين يوما، يزيد و ينقص، و يقيم في كل درجة مقدار يوم و بعض
يوم، فإذا رجع في البرج أقام فيه ستة أشهر يزيد و ينقص، و تقابله الشّمس في هذه
المدة مرة واحدة عند رجوعه من البرج السّابع، و تربّعه مرتين: مرة يمنى و مرة
يسرى، و تقارنه في هذه المدة مرة، إذا صارت معه في برج واحد و درجة واحدة، ثم
تجاوزه الشّمس، و يسير المرّيخ تحت شعاع الشّمس مقدار شهرين، ثم يظهر بالغدوات من
المشرق قبل طلوع الشّمس مقدار شهرين، و يسير المرّيخ من وقت مفارقة الشّمس له إلى
أن تقارنه مرة أخرى 858 يوما من ذلك 325 يوما مستقيما مشرقا و 88 يوما راجعا، و
455 يوما مستقيما مغربا، و هذا دأبه، ذلك تقدير العزيز العليم
ذكر دوران الزهرة في الفلك
الزّهرة تدور في البروج مثل دوران الشّمس غير أنها تسرع السير تارة
فتسبق الشّمس و تصير قدّامها، و تارة تبطئ في السّير فترجع و تصير خلفها، فتقارنها
مرة و هي راجعة، و مرة أخرى و هي مستقيمة، فاذا قارنتها و هي راجعة ظهرت بعد خمسة
أيام طالعة من المشرق بالغدوات قبل طلوع الشّمس، و ترى ثمانية أشهر تطلع في أواخر
الليل فيقال لها مشرقية، ثم تسرع في السير و تلحق بالشمس و تسير تحت شعاعها ثلاثة
أشهر لا ترى، ثم تظهر بالعشيّات في المغرب بعد غروب الشمس فترى ثمانية أشهر، ثم
تغيب في أول الليل و تسمى مغربيّة، فمن وقت مقارنتها الشّمس و هي مستقيمة، إلى أن
تقارنها مرة أخرى يكون 478 يوما، و من ذلك تكون 45 يوما راجعة