نام کتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه نویسنده : عين القضاة جلد : 1 صفحه : 104
في قوله تعالى:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ
يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً [المجادلة: الآية 12]، فظهر
بتخلّفهم عن المناجاة كذبهم في دعوى الإيمان.
و قال: (من أخذته البلوى عن حاله كان ضعيفا في حاله، و من ازداد حاله
عند ورود البلوى، فهو قويّ في حاله، و العارف من أخذ الحال من بلواه).
أقول: يعني من كان صاحب حال من صبر، و توكّل، و رضا، و غيرها، و
تغيّر عن حاله عند ورود البلاء، من الخوف، و الجوع، و الفقر، و المرض، و غيرها من
المكاره النفسانيّة، كان ضعيف الحال، و من ازداد حاله بها كان قويّا، و ازدياد
حاله بأن يأخذ من البلوى، فلا تبقى البلوى بلوى لتداويه بها، و يقول بلسان الحال:
قال: (من أسره العلم انفكّ بالعلم، و من أسرته الحقيقة انفكّ بشرائط
الحقيقة، و من أسّره الحقّ لا ينفكّ أبدا).
أقول: الأسر التقييد، و الأسرة اسم منه، يعني من قيّده العلم بحكم من
أحكامه، لا ينفكّ عنه إلّا بحكم آخر منها، كالمسافر المنفكّ عن حكم وجوب الصوم
بحكم جوازه في السفر، و من قيّدته الحقيقة بحكم من أحكامها، لا تنفكّ عنه إلّا
بحكم آخر منها، كالمقيّد بحقيقة الزهد، لا ينفكّ عنها إلّا بحقيقة ترك الاختيار.
و شرائط الحقيقة التي ينفكّ بها العبد، أن يكون في كلّ وقت بحكمه،
فإن اقتضى ترك الاختيار تركه بحكمه، و إن حكم بالبسط انبسط، و إن حكم بالقبض انقبض،
ففي كلّ وقت يتحقّق بمقتضاه، فلا يتأبّد تقيّده بحقيقة، بل ينفكّ عن حقيقة بشرط
حقيقة أخرى.
[1] - هذا البيت هو للشيخ أبي بكر الشبلي دلف بن جحدر
المتوفّى سنة 334 هجرية، الموافق 946 ميلادية، و هو من البحر الطويل و تفعيلته هي:
سألتُ حبيبى
الوصلَ منه دُعابَةً
و أعْلَمُ
أنَّ الوصل ليس يكونُ
فمَاسَ دلالًا
و ابتهاجاً و قال لى
برفقٍ مجيباً(
ما سألتَ يَهُونُ)
نام کتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه نویسنده : عين القضاة جلد : 1 صفحه : 104