نام کتاب : شرح اسماء الله الحسنى نویسنده : القشيري، عبد الكريم جلد : 1 صفحه : 393
بسمعه و بصره تعالى، و لا أن يكون حيا
بحياته و لا باقيا ببقائه تعالى، لأن الصفة القديمة لا يجوز قيامها بالذات
الحادثة، كما لا يجوز قيام الصفة الحادثة بالذات القديمة، و حفظ هذا الباب أصل
التوحيد، فإن كثيرا ممن لا تحصيل له و لا تيقن زعموا أن العبد يصير باقيا ببقاء
الحق، و أنه يكون سميعا بسمعه، بصيرا ببصره، حيا بحياته، و هذا خروج عن الدين و
انسلاخ عن الإسلام بالكلية، و هذه البدعة أشنع من قول النصارى حيث قالوا: إن
الكلمة القديمة اتحدت بذات عيسى، و هذه البدعة توازى قول الحلولية حيث جوزوا على
ذات الحق سبحانه الحلول فى الأشخاص المحدثة، كذلك هؤلاء جوزوا قيام الصفة القديمة
بالذات المحدثة، و ربما تعلقوا فى نصرة هذه المقالة الشنيعة بما روى فى الخبر عن
اللّه تعالى إذ قال: «فإذا أحببته كنت له سمعا و بصرا، فبىيسمع و بى يبصر» و لا
احتجاج لهم فى ظاهره، لأنه ليس فيه أنه يسمع بسمعى و يبصر ببصرى، بل قال: بى يسمع
و بى يبصر، فالاتفاق أن ذاته لا يجوز أن تكون لأحد سمعا و لا بصرا، فإذا تركوا
الظاهر لم يبق إلا التأويل، فالواجب الاشتغال بالتأويل الصحيح دون الباطل.
و إنما حملنا على المبالغة فى شرح هذا الفصل ما رأينا من الواجب
علينا فى نصرة الدين، و نحن فى زمان يناظرنا فيه من ليس له تحقيق و لا تحصيل، و
لما كثر من اغترار أهل الغباوة بما قد موهوا من التلبيس و غلب عليهم من قلة
التحقيق و شدة التهويس، حتى أن منهم من يقول: إن معرفة العبد ليست بمخلوقة، و روحه
ليست بمخلوقة، و إنما أصل هذه البدع الفاسدة و الأقاويل الركيكة الباطلة قول من
قال: لفظ العبد و قراءاته القرآن ليس بمخلوق، و إنما جوز هؤلاء الحشوية أن يكون
قرآن قديم يوجد على لسان العبد و يسمع من
نام کتاب : شرح اسماء الله الحسنى نویسنده : القشيري، عبد الكريم جلد : 1 صفحه : 393