وَ الصَّبْرُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ أَهْوَنُ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى عَذَابِهِ.
وَ قِيلَ لِفُلَانٍ كَيْفَ صَبَرْتَ عَنِ النِّسَاءِ قَالَ قَاسَيْتُ[1] شَهْوَتِي عِنْدَ إِدْرَاكِي سَنَةً ثُمَّ سَهُلَتْ عَلَيَّ.[2]
قَالَ بَعْضُهُمْ لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَقْوَاماً لَوْ أُمِرُوا أَنْ لَا يَشْرَبُوا الْمَاءَ مَا شَرِبُوا حَتَّى تَنْقَطِعَ أَعْنَاقُهُمْ
وَ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ نَحْوُهُ لَقَدْ رُضْتُ نَفْسِي رِيَاضَةً لَوْ أَوْرَدْتُهَا عَلَى تَرْكِ الْمَاءِ لَتَرَكَتْهُ.
الْمُؤْمِنُ لَا يَجْهَلُ وَ إِنْ جُهِلَ عَلَيْهِ حَلُمَ وَ لَا يَظْلِمُ وَ إِنْ ظُلِمَ غَفَرَ وَ لَا يَبْخَلُ وَ إِنْ بُخِلَ عَلَيْهِ صَبَرَ.
أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍ الصَّبْرُ عَلَى جُرَعِ الْحِلْمِ أَعْذَبُ مِنْ جَنِيِّ ثَمَرِ النَّدَمِ[3] كُنْ كَالْمُدَاوِي جُرْحَهُ يَصْبِرُ عَلَى الدَّوَاءِ مُحَافَظَةً مِنْ طُولِ الدَّاءِ
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع اصْبِرْ عَلَى عَمَلٍ لَا غِنًى لَكَ عَنْ ثَوَابِهِ وَ مِنْ عَمَلٍ لَا طَاقَةَ لَكَ عَنْ عِقَابِهِ اصْبِرْ لِحُكْمِ مَنْ لَا مُعَوَّلَ إِلَّا عَلَيْهِ وَ لَا مَفْزَعَ إِلَّا إِلَيْهِ الْمِحْنَةُ إِذَا تَلَقَّيْتَ بِالرِّضَا وَ الصَّبْرِ كَانَتْ نِعْمَةً دَائِمَةً وَ النِّعْمَةُ إِذَا خَلَتْ مِنَ الشُّكْرِ كَانَتْ مِحْنَةً لَازِمَةً
أَغَارَتِ الرُّومُ عَلَى أَرْبَعِمِائَةِ جَامُوسَةٍ لِبَعْضِهِمْ فَلَقِيَهُ عَبِيدُهُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْعَوْنَهَا مَعَ غَضَبِهِمْ فَقَالُوا يَا مَوْلَانَا ذَهَبَتِ الْجَوَامِيسُ فَقَالَ فَاذْهَبُوا أَنْتُمْ مَعَهَا أَنْتُمْ أَحْرَارٌ لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى وَ كَانَتْ قِيمَتُهُمْ أَلْفَ دِينَارٍ فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ قَدْ أَفْقَرْتَنَا فَقَالَ لَهُ اسْكُتْ يَا بُنَيَّ إِنَّ اللَّهَ قَدِ اخْتَبَرَنِي فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَزِيدَهُ
باب الصناعات و الحرف
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَمَلُ الْأَبْرَارِ مِنَ الرِّجَالِ الْخِيَاطَةُ وَ عَمَلُ الْأَبْرَارِ مِنَ النِّسَاءِ الْغَزْلُ
[1] المقاساة المكابدة و هي تحمل المشاق.
[2] قوله عند ادراكى سنة اي في اول بلوغي مدة سنة.
[3] جنى الثمر: تناوله من شجرته. و قد قرء بالتاء و تمر جنى اي غض.