وَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ص عَنِ الطَّمَعِ فِيمَا رَوَاهُ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ أَعْرَابِيّاً أَتَى النَّبِيَّ ص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عِظْنِي وَ أَوْجِزْ فَقَالَ إِذَا صَلَّيْتَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ وَ لَا تُحَدِّثَنَّ بِحَدِيثٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ غَداً وَ اجْمَعِ الْإِيَاسَ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ
وَ قَالَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ الْأَشْجَعِيُ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً فَقَالَ أَ لَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ قُلْنَا أَ وَ لَيْسَ قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ أَ لَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ ص فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا فَبَايَعْنَاهُ فَقَالَ قَائِلٌ مَا بَايَعْنَاكَ فَعَلَامَ نُبَايِعُكَ قَالَ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَ لَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَ تَسْمَعُوا وَ تُطِيعُوا وَ أَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً وَ لَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئاً وَ الْكَلِمَةُ الْخَفِيَّةُ وَلَايَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِالْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِهِ غَيْرَ أَنَّ الرَّاوِيَ لِمَيْلِهِ لَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ
قَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّ الطَّمَعَ فَقْرٌ وَ إِنَّ الْيَأْسَ غِنًى وَ إِنَّهُ مَنْ يَئِسَ عَمَّا عِنْدَ النَّاسِ اسْتَغْنَى عَنْهُمْ.
وَ قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ مَا الْغِنَى قَالَ قِلَّةُ تَمَنِّيكَ وَ رِضَاكَ بِمَا يَكْفِيكَ.
وَ لِذَلِكَ قِيلَ
الْعَيْشُ سَاعَاتٌ تَمُرُّ
و خُطُوبُ أَيَّامٍ تَكِرُّ
.
وَ كَانَ بَعْضُهُمْ يَبُلُّ الْخُبْزَ الْيَابِسَ بِالْمَاءِ وَ يَأْكُلُهُ وَ يَقُولُ مَنْ قَنِعَ بِهَذَا لَمْ يَحْتَجْ إِلَى أَحَدٍ.
وَ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ مَا مِنْ يَوْمٍ إِلَّا وَ مَلَكٌ يُنَادِي يَا ابْنَ آدَمَ قَلِيلٌ يَكْفِيكَ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ يُطْغِيكَ.
وَ قَالَ آخَرُ إِنَّمَا بَطْنُكَ شِبْرٌ فِي شِبْرٍ فَلَمْ يُدْخِلْكَ النَّارَ
وَ يُرْوَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا كُلُّهَا لَكَ لَمْ يَكُنْ لَكَ مِنْهَا إِلَّا الْقُوتُ فَإِذَا أَنَا أَعْطَيْتُكَ مِنْهَا الْقُوتَ وَ جَعَلْتُ حِسَابَهَا عَلَى غَيْرِكَ فَأَنَا إِلَيْكَ مُحْسِنٌ
وَ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ إِذَا طَلَبَ أَحَدُكُمُ الْحَاجَةَ فَلْيَطْلُبْهَا طَلَباً يَسِيراً وَ لَا يَأْتِي الرَّجُلَ فَيَقُولَ إِنَّكَ إِنَّكَ فَتُقْطَعَ ظَهْرُهُ فَإِنَّمَا يَأْتِيهِ مَا قُسِمَ لَهُ أَوْ مَا رُزِقَ.
وَ كَتَبَ بَعْضُ بَنِي أُمَيَّةَ إِلَى أَبِي حَازِمٍ يَعْزِمُ عَلَيْهِ بِرَفْعِ حَوَائِجِهِ إِلَيْهِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَفَعْتُ حَوَائِجِي إِلَى مَوْلَايَ فَمَا أَعْطَانِي مِنْهَا قَبِلْتُ وَ مَا أَمْسَكَ عَنِّي قَنِعْتُ.