responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 123

وَ يَكُونَ بَعْدِي خَلِيفَتِي فَقَالَ شَابٌّ مِنَ الْقَوْمِ أَنَا ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ فَقَالَ الشَّابُّ أَنَا وَ وَفَى بِهِ فَلَمَّا مَاتَ كَانَ فِي مَنْزِلَتِهِ بَعْدَهُ وَ هُوَ ذُو الْكِفْلِ سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ كَفَلَ بِالْغَضَبِ وَ وَفَى‌

فالواجب على العاقل أن يتفكر في حال الغضب و قبحه و قبح صورته عند غضبه بأن يتذكر صورة غيره في حالة الغضب و يتفكر في قبح حاله الغضب في نفسه و مشابهة صاحبه كالكلب الضاري و السبع العادي و مشابهة الحكيم الهادي التارك للغضب للأنبياء و العلماء و الحكماء و يخير نفسه بين أن يشبه نفسه بالكلاب و السباع و أراذل الناس و بين أن يشبه سبيل الأنبياء و العلماء في عادته ليميل إلى حب الاقتداء بهؤلاء إن كان فيه مسكة[1] من عقل و تفكر في السبب الذي يدعوه إلى الانتقام و يمنعه من كظم الغيظ و لا بد أن يكون له سبب مثل قول الشيطان له هذا يحملك على العجز و صغر النفس و الذلة و المهانة و تصير حقيرا في أعين الناس فليقل لنفسه ما أعجبك يا نفس تأنفين من الاحتمال الآن و لا تأنفين من خزي يوم القيامة إذا أخذ هذا بيدك و انتقم منك و تحذرين من أن تصغري في أعين الناس و لا تحذرين من أن تصغري عند الله و عند الملائكة و النبيين و مهما كظم غيظا فينبغي أن يكظمه لله و ذلك يعظمه عند الله فما له و الناس و ذلة يوم القيامة أشد من ذل من انتقم منه الآن أ فلا يحب أن يكون هو القائم إذا نودي يوم القيامة ليقم من أجره على الله فلا يقوم إلا من عفى فهذا و أمثاله من معارف الإيمان ينبغي أن يقرره على قلبه‌

فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ لِأَنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ‌

وَ قَالَ‌ إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ بِالْمَاءِ عِنْدَ الْغَضَبِ فَإِنَّمَا الْغَضَبُ مِنَ النَّارِ

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى‌ أَنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ وَ إِنَّمَا الشَّيْطَانُ مِنَ النَّارِ وَ إِنَّمَا الْمَاءُ يُطْفِي النَّارَ

وَ قَالَ ص‌ إِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ‌

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ قَالَ النَّبِيُ‌ أَلَا إِنَّ الْغَضَبَ حُمْرَةٌ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ أَ لَا تَرَوْنَ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَ انْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً فَلْيُلْصِقْ خَدَّهُ بِالْأَرْضِ‌

فكان‌


[1] المسكة بالضم: ما بقى من كل شي‌ء.

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست