فالواجب على العاقل أن
يتفكر في حال الغضب و قبحه و قبح صورته عند غضبه بأن يتذكر صورة غيره في حالة
الغضب و يتفكر في قبح حاله الغضب في نفسه و مشابهة صاحبه كالكلب الضاري و السبع
العادي و مشابهة الحكيم الهادي التارك للغضب للأنبياء و العلماء و الحكماء و يخير
نفسه بين أن يشبه نفسه بالكلاب و السباع و أراذل الناس و بين أن يشبه سبيل
الأنبياء و العلماء في عادته ليميل إلى حب الاقتداء بهؤلاء إن كان فيه مسكة[1] من عقل و
تفكر في السبب الذي يدعوه إلى الانتقام و يمنعه من كظم الغيظ و لا بد أن يكون له سبب
مثل قول الشيطان له هذا يحملك على العجز و صغر النفس و الذلة و المهانة و تصير
حقيرا في أعين الناس فليقل لنفسه ما أعجبك يا نفس تأنفين من الاحتمال الآن و لا
تأنفين من خزي يوم القيامة إذا أخذ هذا بيدك و انتقم منك و تحذرين من أن تصغري في
أعين الناس و لا تحذرين من أن تصغري عند الله و عند الملائكة و النبيين و مهما كظم
غيظا فينبغي أن يكظمه لله و ذلك يعظمه عند الله فما له و الناس و ذلة يوم القيامة
أشد من ذل من انتقم منه الآن أ فلا يحب أن يكون هو القائم إذا نودي يوم القيامة
ليقم من أجره على الله فلا يقوم إلا من عفى فهذا و أمثاله من معارف الإيمان ينبغي
أن يقرره على قلبه