responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نور الحقيقة ونور الحديقة في علم الأخلاق نویسنده : الشیخ البهائي    جلد : 1  صفحه : 250

الثانى: حياؤه من الناس، و هو يبعث على كف الاذى و ترك المجاهرة بالقبيح.

روي عنه 7، أنه قال: من تقوى اللّه تقوى الناس.

و روي أن حذيفة بن اليمان (أتى)[1] الجمعة، فوجد الناس قد انصرفوا منها، فتنكّب الطريق‌[2] و قال: لا خير فيمن لا يستحي من الناس.

و هذا النوع يكون من كمال المروءة و حب الثناء.

قال الشاعر:

و رب قبيحة ما حال بيني‌

و بين ركوبها الا الحياء

اذا رزق الفتى وجها وقاحا

تقلّب في الامور كما يشاء

الثالث: حياؤه من نفسه، و هو يبعث على العفّة و صيانة الخلوات.

و الباعث عليه علوّ الهمّة، و شرف جوهر النفس.

قال بعض الحكماء: من عمل في السر عملا يستحي منه في العلانية فليس لنفسه قدر.

و قال الشاعر يفتخر بشرف نفسه:

فسرّي كاعلاني و تلك خليقتي‌

و ظلمة ليلي مثل ضوء نهاري‌

فمن كمل حياؤه من الوجوه الثلاثة، فقد كملت فيه أسباب الخير، و انتفت عنه أسباب الشر.

و ان اختل منها شي‌ء لحقه من النقص باخلاله أضعاف ما يلحقه من الفضل بكماله.

اللهم ألبسنا ثياب التقى، و أحمنا عن موبقات الردى، و اجعل سعينا فيما تهوى، انك أنت اللطيف الخبير.


[1] كذا ظاهرا و فى نسخة الاصل بياض.

[2] تنكب الطريق: عدل عن الطريق و تجتبه و أقبل نحو غيره.

نام کتاب : نور الحقيقة ونور الحديقة في علم الأخلاق نویسنده : الشیخ البهائي    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست