[الباب السادس عشر فى الحياء]
باب الحياء
ان الخير و الشر معان كامنة تعرف بسمات ظاهرة دالة عليها، فسمة الخير:
الدعة و الحياء، و سمة الشر: القحّة و البذاء.
فعن النبي 7: الحياء من الايمان، و الايمان في الجنة، و البذاء من الجفاء، و الجفاء في النار.
و قال بعض الحكماء: من كساه الحياء ثوبه، لم ير الناس عيبه.
و ليس لمن سلب الحياء عنه صادّ[1] عن القبيح، و لا راد عن الفحش، فيقدم على ما يشاء و يفعل كلما يهواه.
و لذلك جاء: اذا لم تستح فاصنع ما شئت.
و في مثله يقول الشاعر:
اذا لم تخش عاقبة الليالي
و لم تستحي فاصنع ما تشاء
فلا و اللّه ما في العيش خير
و لا الدنيا اذا ذهب الحياء
و قد قال بعضهم في معنى ذلك[2] غير ما قاله الاصوليون، فقال: المعنى اذا عرضت أفعالك التي هممت بفعلها، فلم تستح منها، فاعمل منها ما شئت.
الا أن ما عليه الاصوليون أشبه، لان الكلام خرج منه 7 مخرج الذّم، لا مخرج الامر، و لا يخلو من شيء، اذ ربما لا يسلّم ذلك.
[1] كذا ظاهر الكلمة.
[2] كذا ظاهر الكلمة.