و ممّا يؤيّد
ذلك أيضا: أنّهم عليهم السّلام مهبط الوحي الإلهي، و فيهم باب مدينة علم النبيّ
6[3]،
و هم أخصّ الخلق به، و أقربهم إليه، و أفضلهم لديه، كما تنبئ عنه[4]
آية المباهلة[5]،
فهم عليهم السّلام أبعد عن الخطأ ممّن سواهم، و أحقّ باقتفاء[6] أثرهم و الاهتداء بهداهم، و
لقد خرجنا بهذا التطويل عن شرط الاختصار، و لكنّ الحقّ أحقّ بالحماية و الانتصار.
[7] صرّح الشهيد في الذكرى: 1/ 50- 51: بأنّه يثبت
الإجماع بخبر الواحد ما لم يعلم خلافه، لأنّه أمارة قويّة كروايته، و قد اشتمل
كتاب الخلاف و الانتصار و السرائر و الغنية على أكثر هذا الباب مع ظهور المخالف في
بعضها حتى من الناقل نفسه.
و
العذر: إمّا بعدم اعتبار المخالف المعلوم المعيّن، كما سلف. و إمّا تسميتهم لما
اشتهر إجماعا. و إمّا بعدم ظفره حين ادّعى الإجماع بالمخالف، و إمّا بتأويل الخلاف
على وجه يمكن مجامعته لدعوى الإجماع و إن بعد. انظر: نهاية الاصول: 236، الوافية:
155.
1/
302، تيسير التحرير: 3/ 261، العضدي على ابن الحاجب: 2/ 44.
[9] فإنّهم قالوا: إنّ المنقول بالتواتر حجّة دون
المنقول بالآحاد، و محقّقو الاصوليّين على أنّ-- كلا منهما حجّة و إن كان المتواتر
أقوى، لأنّه قطع، و لي في هذا المقام مع القوم بحث؛ و هو أنّهم مطبقون على أنّه لا
يثبت بالتواتر إلّا ما كان محسوبا، و الإجماع يطابق آراء رؤساء المحدّثين على حكم
و إذعانهم عن آخرهم به، و هذا الإذعان غير محسوس، و إنّما المحسوس قول كلّ واحد
منهم: أنا مذعن بهذا الأمر، و تواتر هذا القول عن كلّ منهم لا يفيد القطع بأنّه
مذعن في الواقع لاحتمال التقيّة أو الكذب من بعضهم. نعم، يفيد الظنّ بذلك لأصالة
عدمهما و سيّما الثاني مع مصادمته للعدالة، فقد ظهر ممّا تلوناه عليك أنّ تقسيم
الاصوليّين الإجماع إلى قطعي ثابت بالتواتر، و ظنّي ثابت بغيره بعيد عن السداد، و
كذا قول بعض المتكلّمين: إنّ القطع بحدوث العالم حاصل من الإجماع المتواتر على
حدوثه، فتأمّل و تدبّر. انظر: الإحكام:
1/
238، نهاية الاصول: 236، قوانين الاصول للميرزا القمّي: 390- 391.
نام کتاب : زبدة الأصول نویسنده : الشیخ البهائي جلد : 1 صفحه : 103