قد اختلف كلام
أهل الكمال، و تشعّبت المذاهب و الأقوال في لفظ الجلالة المقدّسة، كما اضطربت
الأنظار و الآراء، و تاهت[1]
أفكار العقلاء في مدلولها المحتجب بأنوار العظمة و الجلال، عن خفافيش الوهم و
الخيال، فكأنّه قد انعكس بعض أشعّة المعنى على اللفظ، فبهرت أبصار المتطلّعين إلى
طريقه، و تلجلجت[2]
ألسنتهم عند بيانه و تحقيقه.
و قيل: سريانيّ
و أصله «لاها»[4]،
فعرّب بحذف الألف الأخيرة و إدخال الألف و اللام عليه.
و قيل: بل هو
عربيّ و أصله «إله»، حذفت الهمزة و عوّض عنها الألف و اللام[5]، و من ثمّ لم يسقطا حال
النداء، و لا وصلت؛ تحاشيا عن حذف العوض أو جزئه، و خصّ القطع به؛ لتمحّضها حينئذ
في العوضية تحرّزا عن اجتماع أداتي التعريف.
[1].« تاه، يتيه، تيها و تيهانا. تاهت: تحيّرت»(« لسان
العرب»، ج 13، ص 482،« تيه»).
[2].« لجلج، تلجلج، و اللجلجة: ثقل اللسان و نقص
الكلام»(« لسان العرب» ج 2، ص 553،« لجج»).
[3]. حكاه- عن البلخي- الرازي في« التفسير الكبير» ج 1،
ص 169؛« روح المعاني» ج 1، ص 56.
[4]. لاحظ« روح المعاني» ج 1، ص 56؛ و« التفسير الكبير»
للرازي، ج 1، ص 169.
[5]. حكاه- عن الخليل و سيبويه- الآلوسي في« روح
المعاني» ج 1، ص 57.