مبارك» و «خالد منصرف» و «خسرو أعجميّ» عند عدم قرينة حاليّة أو مقاليّة
معيّنة للمراد. و حينئذ، فهل يحمل الاسم على اللفظ، أو على المسمّى؟ فهذا هو محلّ
النزاع بين الفريقين. و هو كما ترى.
و أمّا قوله
تعالى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ[1]، و وقوع النكاح و
الطلاق بالحمل على الأسماء فلا يدلّان على العينيّة؛ لوجوب تنزيه أسمائه- جلّ و
علا- عن الرفث و سوء الأدب و احتمال الإقحام- كما في قول لبيد:
و قيام القرينة
الصارفة. و إدخال «الباء» على الاسم دون لفظ الجلالة؛ للإشعار بأنّه كما يستعان
بذاته- سبحانه- كما قال- جلّ شأنه-: وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[3] كذلك يستعان بذكر اسمه
المقدّس؛ و لما في قولنا: «بالله الرحمن الرحيم» من إيهام قصر الاستعانة و التبرّك
على هذه الأسماء؛ و لأنّ الشائع في الاستعانة على سبيل التبرّك أن تكون بأسمائه-
تعالى- لا بذاته سبحانه؛ و لأنّه أوفق بالردّ على المشركين في قولهم: «باسم اللات
و العزّى»[4].
و أمّا التعليل
بالفرق بين اليمين و التيمّن[5]،
فهو كما ترى.
[5]. قال السيّد الشريف الجرجاني:« فإن قلت: ما فائدة
اسم، و هلّا قيل: بالله الرحمن الرحيم؟
قلت:
فائدته الفرق بين التيمّن و اليمين؛ و ذلك لأنّ التيمّن باسم الله لا بذاته، و كذا
اسمه يجعل آلة للفعل لا ذاته، بخلاف اليمين؛ فإنّ الحلف به لا بأسمائه التي هي
ألفاظ». لاحظ« حاشيته على الكشّاف» ج 1، ص 31.