مظلمة، و أمور مستعجمة، و دلائل مترجمة، عداتها خدع، و هباتها لمع، و مغانمها مغارم، و نسائمها سمائم.
شعرا
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشّفت
له عن عدوّ في ثياب صديق
كم سادات من عظام الصدور، صيّرت صدورهم عظاما! و كم كبار من هامات الرؤس، جعلت رؤسهم هاما!
سل الأيّام ما فعلت بكسرى
و قيصر و القصور و ساكنيها
أما استدعتهم للموت طرّا
فلم تدع الحليم و لا السّفيها
أما لو بيعت الدنيا بفلس
أبيت لعاقل أن يشتريها
فصل [حزنه يوم خروجه من العراق]
و لا يوم كيوم خروجنا من العراق، و قد بنا إليها عريق الأعراق، و جنّ بنا من الفرق ليل الفراق.
و اللّه لو أنّهم أتوني
بألف حاز و ألف راقي
لم يذهبوا بعض ما ابتلاني
ربّي به ساعة الفراق
فها نحن كدنا نجفّ لفراق النجف، و نكفكف دمعا من غير عين و كفّ و بعدنا عن تلك المشاهد، و من فيها لأنوار الحقّ شاهد.
و لمّا تباعدنا تباكت نفوسنا
فممسك دمع عند ذاك كساكبه
فيا كبدي الحرّى البسي ثوب حسرة
فراق الذي تهوينه قد كساك به
هذا و أيدي خرّدها تشير بالبنان، و تندبني بحسن البيان.