بذي اللّب أن يكون ممّن تخلع عليه أثواب التصوّن عن اللئام فينزعها، أو
تجمع له أسباب الفضل فيمنعها، أو توطّأ له كواهل الكرامة بإظهار العلم فينزل عنها،
أو تبوّأ له منازل السلامة من الأعداء فيعدل عنها.
شعرا
بلاد اللّه
واسعة فضاها
و رزق
اللّه في الدنيا فسيح
فقل
للقاعدين على هوان:
إذا ضاقت
بكم أرض فسيحوا
مع أنّي- و
للّه المنّة- لم أرغب عن اقتناء المعالي إذ غصن شبابي وريق، و نقل شرابي عضّ وريق،
و نديمي ذو طرّة كالغسق، وعدة كالفلق.
و هل يجمل بي
أن أرجع عن طلابها و قد بلغت من الأربعين الأشدّ، و اهتديت بها إلى الأسدّ؟!
شعرا
و ما أقبح
التفريط في زمن الصبا
فكيف به و
الشيب للرأس شامل
أفأرجع
القهقرى، و بصيرتي عن ذراعها حاسرة؟ تلك إذن كرّة خاسرة.
فصل [و لقد
رضيت نفسي بالفقر ...]
و لقد رضيت
نفسي بالفقر، حتّى صار لي حبيبا، و قريبا قريبا. فقد سخت نفسي- بحمد اللّه- بكلّ
ما زاد عن الزاد و ماء المزاد، فوعظتني بقولها: إذا حصل ملاقاتك، لا تندم على ما
فاتك.
[1].« وريق» الأولى: مورق. و الثانية متكوّنة من واو
العطف. و كلمة« ريق» التي يعني بها ريق حبيبته.