responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العروة الوثقى في تفسير سورة الحمد للشيخ البهائي و الرحلة للشيخ حسين (والد الشيخ البهائي) نویسنده : الشیخ البهایي؛ العاملي، الشيخ حسين بن عبد الصمد (والد الشيخ البهائي)    جلد : 1  صفحه : 135

وجود في نظر السالك، فهو يواجههم بإظهار كمالات المحبوب عليهم، و ذكر مآثره الجليلة لديهم؛ و أمّا إذا آل أمره- بملاحظة الآثار و ملازمة الأذكار- إلى ارتفاع الحجب و الأستار، و اضمحلال جميع الأغيار، لم يبق في نظره سوى المعبود بالحقّ، و الجمال المطلق، و انتهى إلى مقام الجمع، و صار فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ‌[1].

فبالضرورة لا يصير توجيه الخطاب إلّا إليه، و لا يمكن ذكر شي‌ء إلّا لديه؛ فينعطف عنان لسانه نحو عزّ جنابه، و يصير كلامه منحصرا في خطابه. و فوق هذا المقام مقام لا يفي بتقريره الكلام، و لا تقدر على تحريره الأقلام، بل لا يزيده الكشف إلّا سترا و خفاء، و لا يكسبه البيان إلّا غموضا و اعتلاء.

و إنّ قميصا خيط من نسج تسعة

و عشرين حرفا عن معاليه قاصر[2]

فهذه أربعة عشر وجها في نكات هذا الالتفات، لم تنتظم إلى هذا الزمان في سلك‌[3]. و الله الهادي.

اللّهمّ! هب لنا نفحة من نفحات قدسك، تكشف عن بصائرنا الغواشي الجسمانيّة، و تصرف عن ضمائرنا النواشئ الهيولانيّة؛ و اجعل أعين قلوبنا وقفا على ملاحظة جلالك، طلقا في مطالعة أنوار جمالك، حتّى لا نطمح‌[4] إلى من سواك بنظر، و لا نحسّ‌[5] منه بعين و لا أثر؛ و اجمع بيننا و بين إخوان الصفا في دار المقامة؛ و ألبسنا و إيّاهم حلل الكرامة في يوم القيامة؛ إنّك جواد كريم، رؤوف رحيم.


[1]. البقرة( 2): 115. و في المصحف الشريف:( فأينما ...).

[2]. انظر« روح المعاني» ج 1، ص 90، مع تفاوت.

[3]. في هامش« ق» و« ش»:« اجتماع هذه الوجوه الأربعة عشر في هذا التفسير من جملة مزاياه التي امتاز بها عن باقي التفاسير».( منه رحمه اللّه).

[4]. في« ع» و« س»:« لا تطمح».

[5]. في« م» و« ق»:« لا تحس».

نام کتاب : العروة الوثقى في تفسير سورة الحمد للشيخ البهائي و الرحلة للشيخ حسين (والد الشيخ البهائي) نویسنده : الشیخ البهایي؛ العاملي، الشيخ حسين بن عبد الصمد (والد الشيخ البهائي)    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست