responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 4  صفحه : 41

فنقول هذه الحشيشة المذكورة لم يرد بخصوصها نص من الشارع مثل غيرها من سائر النبات فانّه لم يصل الينا في كلّ نبت حديث بخصوصه مع ان المنقول تواترا انّها لم تكن مستعملة في قديم الزمان و انّما حدثت في هذا المائة و هي المائة الحادية عشر و الآن جماعة، موجودون يقولون انّنا لم نرها في أول أعمارنا و انّما حدث أستعمالها في العشرة بعد الألف الى هذه الأعصار نعم ربّما حفر الناس الآبار و الحفاير و اخرجوا من تحت الأرض آلات استعمالها و هذا لا يدل على انّ تلك آلات لهذا بخصوصه اذ ربّما كانت آلة لغيره و من جهة أختلاف الأطياف و المنامات في تلقي الأحكام من المعصوم 7 أشكل الأمر في جعل الرؤيا دليلا شرعيّا يجب العمل به اذ ليس له قاعدة كليّة يجب اطرادها فيه.

و قد كان بعض المعاصرين يذهب الى تحريم صلاة الجمعة و يشنع على من يفعلها بل ربّما قال بكفره، ثمّ بعد برهة من الزمان مال الى وجوبها و فعلها فقيل له في ذلك فقال: انّي رأيت الأمام 7 بالمنام و أمرني بفعلها فصلاها مدّة ثمّ تركها و لعله قال أنّ الأمام نهاني عنها في المنام و ليس مثل هذا الّا مفرا اذا أعيت عليه الأحكام.

و امّا الجمهور فقال الصفدي و هو من أفاضلهم قد تكلم الفقهاء فيمن رأى النبيّ 6 و أمره بأمر هل يلزم العمل له ام لا؟ قالوا ان أمره بما يوافق أمره يقظة ففيه خلاف و ان أمره بما خالف أمره يقظة فان قلنا أنّ من رآه 6 على الوجه المنقول في صفته فرؤياه حقّ فهذا من قبيل تعارض الدليلين و التعارض بأرجحهما و ما ثبت في اليقظة فهو ارجح فلا يلزمنا العمل بما أمره فيما خالف أمره يقظة.

اذا عرفت هذا فاعلم انّ جماعة من علماء العصر كالمولى علي نقي و شيخنا الشيخ فخر الدين الطريحي، و الشيخ التقي الشيخ عليّ بن سليمان البحريني، و بعض فضلاء البحرين و ربّما تابعهم بعض المتفقهين ذهبوا الى تحريمه حتّى أنّ المولى علي نقي تغمّده اللّه برحمته صنّف كتابا كبيرا في تحريمه و قد اطلعني عليه ولده لمّا كان يقرأ علي في علم العربيّة في شيراز و كان مجلّدا كبيرا، و الباقي على التحليل حتّى انّ التقيّ المجلسي طاب ثراه كان يشربه في صوم التطوع و يترك إستعماله في الصوم الواجب حذرا من كلام العوام و لهم على التحريم دلائل:

أوّلها ما روى عن مولانا الصادق 7 من قوله اذا رأيتم الناس قد أقبلوا على شي‌ء فدعوه. و هذه الحشيشة قد أقبل عليها الناس اقبالا عظيما لا يمكن ردعهم عنه، حتى أنّ السلطان المرحوم الشاه عبّاس الأوّل قد عمل عليه الحرج و أحرق من يتجر به فيه فكان الناس يحفرون تحت الأرض مثل السراديب و يذهبون اليها و يشربونه هناك و في ذلك الحال يحرقون الخرق بقربهم حتّى لا تخرج رائحته و حتى تشتبه برائحتها و كانوا يشترونه في ذلك الوقت بوزن الدراهم بل و أغلى منها

نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 4  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست