responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 4  صفحه : 250

الحقيقي نظرا الى انه جزء الكرة و جزء الكرى كرى او بمعناها المجازي اعني انتقاله من حال الى حال و تبدله من شأن الى شأن الى ان يخلق منه مرة اخرى بانضمام سائر الأجزاء الفضليّة المفارقة عنه اليه اذ كما خلق منه اول مرة.

تنبيه‌

المستفاد من الخبر المذكور ان المعاد انما هو الأجزاء الأصلية و اعادة الأجزاء الفضلية غير لازمة و بذلك يندفع الشبهة المشهورة الموردة على المعاد الجسماني حتى ربما قد يشك بها الملاحدة و اتباعهم من فساق المسلمين الذين هم امثالهم في الباطن و ان تميزوا عنهم في الظاهر على استحالة المعاد البدني فهي انّه لو كل انسان انسانا و صار جزء بدنه فاما ان لا يعاد اصلا و هو المطلوب او يعاد فيهما معا و هو محال او في احدهما وحده فلا يكون الآخر معادا، و هذا مع افضائه الى ترجيح من غير مرجح يستلزم المطلوب و هو عدم امكان اعادة جميع الأبدان بأعيانها.

و وجه الأندفاع انّ المعاد انّما هو الأجزاء الأصلية الباقية دون الأجزاء الفضلية الفانية، و هذا الأنسان المأكول الذي صار جزء لبدن الأكل ليس من الأجزاء الأصلية للمأكول اعيد فيه و الّا فلا و بتقرير آخر نقول اجزاء الأنسان المأكول اصليّة له او فضليّة فضليّة للإنسان الآكل فيعاد كل منهما مع اجزائه الأصلية، و يرد اصليّة المأكول التي صارت فضليّة للآكل الى المأكول و يبقى اصليّة الآكل معه فلا يمتنع العود، ثم على تقدير عدم اعادة الأجزاء مطلقا اصلية كانت او فضلية نقول بقاء طينته التي يخلق منها كما خلق اوّل مرّة كاف في القول بالمعاد البدني و اليه يشر كلام بعض الفضلاء حيث قال:

الظاهر ان امثال هذه الأخبار وردت لرفع شبهة الملاحدة في نفي المعاد الجسماني لوارد في الكتاب و السنة المتواترة بحيث صار من الضروريات الدينية يكفر منكرها اجماعا وفاقا و شبهتهم انّ الميت اذا صار رميما و صار جزءا لبدن انسان اخر او حيوان فلا يمكن بعثه في البدنين و ان الأنسان الفاعل للخير و الشرّ في كل يوم يتحلل بدنه و الغذاء يصير بدل ما يتحلّل منه حتّى انّه لا يبقى في سنة ما كان في السنة السابقة فكيف يبعث؟

و الجواب ان التربة و النطفة المخلوق منها لا يفنى و لا يصير جزء للحيوان الآخر و يبعث منها و هو ممكن اخبر به الصادق 7 عن اللّه تعالى فيجب قبوله على ان اللّه تعالى قادر على ان لا يجعل كله جزء او يبعثه مع اجزائه الذاتية بالتحليل انتهى، و حاصله انّ المناط في الأعادة هو الأصل باي معنى اخذ أي سواء اخذ بمعنى التربة و النطفة و النفس الناطقة و غير ذلك مما مر فاذا اعيد الأصل بان يخلق منها الجسد و يبعث منها يحصل المعاد البدني و ان لم يحصل اعادة سائر الأجزاء الفضليّة و الأصليّة، و لا يخفى ان الشبهة لو قررت على الوجه المذكور فلا ريب في اندفاعها بالوجوه‌

نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 4  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست