responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 4  صفحه : 216

الطوائل كان فيها اسماد كثير و قد عمد اليه بعض المترددين و وضع فيه النار لأجل ان يحترق ذلك السماد فما كان في تلك الطوائل الّا الدخان الخانق و مطرت السماء فتحيرنا بين المطر و الدخان فكنّا نقبض على خياشيمنا فاذا ضاقت انفاسنا خرجنا من الطويلة الى الحوش و تنفسنا و رجعنا فكنا نلك الليلة وقوفا ليس لنا حاجة الا الخروج للتنفس و يا اخوان ما كان اطول تلك الليلة فلمّا اصبح الصباح و طلعت الشمس و خرجنا الى الحوش و جاءنا اهل تلك القرية يبيعون علينا الخبز و غيره فأتت الينا امرأة منهم و كان لها لحية طويلة نصفها بيضاء و نصفها سوداء فتعجّبنا منها.

ثمّ اننا وصلنا الى بعقوبا فأودعنا كتبنا و أغراضنا لأهل القافلة و مضينا نحن مع جماعة قليلة الى سرّ من رأى فلما عزلنا عن القافلة و سرنا فرسخا تقريبا لقينا رجل فقال لنا: انّكم تمضون و اللصوص امامكم في نهر الباشا فترددنا في الرجوع و المضيّ فصار العزم على المضي فلما وصلنا الى ذلك النهر طلعت علينا خيولهم فعدوا علينا فقرأت آية الكرسي و أمرت أصحابي بقرائتها فلما وصلوا الينا انفردوا عنّا ناحية و كانوا يتفكّرون فرأيناهم جاؤوا الينا و قالوا لنا: قد ضللتم الطريق و كان الحال كما قالوا فأرسلوا معنا رجلا منهم و سار معنا الى قرب المنزل و هو القازاني استقبلنا جماعة من سادات‌[1] سرّ من رأى لأجل ان يأخذونا و كان آخر اختيارنا من ارواحنا و اموالنا اوّل وقوعنا بايديهم و كانت عندنا دواب فقالوا: ينبغي ان تركبوا دوابنا لأجل الأجرة فركبنا دوابهم فوصلنا الى المشهد المبارك في الليل فنزلنا في بيت ذلك السيّد فأتت الينا امرأة بقبضة حطب قيمتها أقلّ من الفلس.

فلمّا صلينا قلنا لهكنروح الى الزيارة قال: لا حتى تأكلوا الضيافة عندي فقلنا له: نحن معنا من الخبز و اللحم ما يكفينا فقال: لا يكون هذا فبعد ساعة قدم الينا جفنة من الخشب كبيرة و فيها ماء اسود لا ندري ما يكون تحته و فيها خواشيق فقلنا هذا أي شي‌ء؟ فقال: مدوا ايديكم فمددنا ايدينا و كان ذلك الماء حارّا فمددنا الخواشيق فقصرت عن الوصول الى قعر الجفنة فمددنا بعض ايدينا و تناولنا بالخواشيق ما في قعر الجفنة فكان حبّات ارزة و كان قد غلّاها مع ذلك الماء فشربنا كلّ واحدة خاشوقة و قمنا للزيارة فقال لنا ذلك السيد المبارك اعلموا يا ضيفاني انّ سادة سامراء ليس لهم خوف من اللّه و لا حياء فاذا دخلتم قبّة الأمام 7 اخذوا ثيابكم و لكنّكم اكلتم ملحي فأنا انصحكم ان تجعلوا ما عندكم من الثياب الجديدة عندي في منزلي و خذوا خلقان ثيابكم حتّى لو


[1] عدة من خدم الحرم العسكريين عليهما السّلام في سر من رأى يدعون السادة و في رؤوسهم علامة الهاشميين و اللّه اعلم بحقيقة حالهم و اظنهم ان كانوا من بني هاشم انهم من بني العباش و هم من اهل السنة كسائر اهل سامراء و لكن يظهرون للزوار انهم من الشيعة و هم من اشد الناس قساوة و شقاوة و ايذاء لخلق اللّه تعالى و المشهور انهم ليسوا من السادات و انما ادعوا ذلك كذبا.

نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 4  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست