responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 4  صفحه : 213

عندي دهن سراج للمطالة، فأخذت غرفة عالية و جلست بها و كان بها ابواب متعددة فكنت اذا اضاء القمر فتحت كتابي للمطالعة، و كلما دار القمر فتحت بابا من الأبواب و بقيت على هذه الحالة مدّة سنتين فضعف بصري فهو ضعيف الى هذا الآن.

و كان لي درس اكتب حواشيه بعد صلاة الصبح في وقت الشتاء و كان الدم يجري من يدي من شدة البرد و كنت لا اشعر به، و هكذا كانت الأحوال الى ثلاث سنوات فشرعت في تأليف مفتاح اللبيب على شرح التهذيب في علم النحو و متنه من مصنفات شيخنا بهاء الدين محمد تغمده اللّه برحمته، و كتبت في ذلك الوقت شرحا على الكافية فقرأت علوم العربية عند رجل فاضل من اهل بغداد، و الأصول عند رجل محقق من الأحساء و المنطق و الحكمة عند المحققين المدققين شاه ابي الولي و ميرزا ابراهيم و علم القرائة عند رجل فاضل من اهل البحرين، و كنا جماعة نقرأ عند الشيخ الجليل الشيخ جعفر البحراني و كنت انا اسمع ذلك الدرس بقرائة غيري فاذا اتيت الى ذلك الشيخ فكلّ من يجلس قبل يقول له: أقرأ حتّى يجلس القاري و كان يشجعنا على الدرس و على فهم معناه من المطالعة، و يقول لنا: انّ الأستاذ انما هو للتيمن و التبرك و الّا ففهم الدرس و تحقيق معناه انما هو من مطالعة التلميذ.

و قد اتفق انّه جاءنا خبر فوت جماعة من اعمامنا و أقاربنا فجلسنا في ذلك اليوم في عزائهم و مارحنا الى الدرس فسأل عنا و قيل لهكانهم اهل مصيبة فمضينا الى الدرس اليوم الثاني فلم يرض ان يدرسنا و قال: لعن اللّه ابي و امي ان درستكم كيف ما جئتم امس الى الدرس فحكينا له، فقال: كان ينبغي ان تجيئوا الى الدرس فاذا اقرأتموه انصرفتم الى عزائكم هذا ابوكم يأتيكم ايضا خبر فوته فتقطعون الدرس فحلفنا له انّ لا نقطع الدرس يوما واحدا و لو اصابنا ما أصابنا فقبل ان يدرسنا بعد مدّة و اتفق انّنا كنا نقرأ عنده في اصول الفقه في شرح العميدي فاتفقت فيه مسئلة لا تخلو من اشكال فقال لنا و نحن جماعة طالعوها هذه الليلة فاذا اتيتم غدا فكل من عرفها يركب صاحبه و يحمله من هذا المكان الى ذلك المكان فلمّا اتينا اليه غدا و قرر اصحابي تلك المسئلة قال لي: تكلم انت فتكلمت فقال: هذا هو الصواب و كلّما قال الجماعة غلط فقال لي: امل عليّ ما خطر بخاطرك حتّى اكتبه حاشية على كتابي فكنت انا املي عليه و هو يكتب فلمّا فرغ قال لي:

اركب على ظهر واحد واحد من اصحابك الى هناك فحملوني الى ذلك المكان و هذا كان حاله فأخذني ذلك اليوم معه الى بيته و قال لي: هذه ابنتي اريد ان أزوّجك بها فقلت: ان شاء اللّه تعالى اذا توسعت في طلب العلم فاتّفق انّه سافر الى الهند و صار مدار حيدر آباد عليه و قد سألته يوما عن تفسير شيخنا الشيخ عبد علي الحويزي الّذي الفّه من الأخبار فقال لي: ما دام الشيخ عبد علي حيّا فتفسيره لا يساوي قيمة فلس فاذا مات فاول من يكتبه بماء الذهب انا ثم قرأ:

نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 4  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست