responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 4  صفحه : 210

الناس أنّه رجل عالم فتقدمت اليه و سألته بصيغة من صيغ الصرف فلم يرد الجواب و تلجلج فقلت له: اذا كنت لا تعرف هذه الصيغة فكيف وضعت على رأسك هذه العمامة الكبيرة؟! فضحك الحاضرون و قام الرجل من ساعته و هذا هو الذي شجعني على حفظ صيغ الصرف و قواعده و انا استغفر اللّه من سؤال ذلك الرجل المؤمن لكنّي احمد اللّه على وقوع ذلك قبل البلوغ و التكاليف، فبقيت هناك كم من شهر و مضيت الى شطّ يقال له نهر عنتر لأنّي سمعت انّ به رجلا عالما و قد كان اخي المرحوم المغفور له الفاضل الصالح الورع السيّد نجم الدين يقرأ عنده.

فلما وصلت اليه لقيت اخي راجعا من عنده فرجعت معه الى قريتنا ثمّ قصدت قرية يقال لها شط بني اسد للقرائة على رجل عالم كان فيها فبقيت هناك مدة مديدة ثم رجعت الى قريتنا فمضى اخي المرحوم و كان اكبر مني الى الحويزة، فقلت لوالدي: اني اريد السفر الى اخي الى الحويزة لأجل طلب العلم فأتى بي الى شط السحاب و ركبنا في سفينة و اتينا من طريق ضيق قد احاط به القصب من الجانبين و ليس فيه متسع الّا للسفينة و كان الوقت حارا و هاج علينا من ذلك القصب بق كلّ واحدة منها مثل الزنبور و أين ما لدغ ورم موضعه، ذلك الطريق اسمه طريق الشريف و في ذلك الطريق الضيق رأينا جماعة من اهل الجاموس فقصدناهم و كنا جياعا فخرجنا عليهم وقت العصر و فرش لنا صاحب البيت فراشا فصار وقت المغرب، فلمّا صلينا صرنا في انتظار العشاء و ما جاء لنا بشي‌ء حتّى اتى وقت النوم و اشتدّ جوعنا و أخذ النوم فنمنا جياعا فلمّا بقي من الليل بقيّة قليلة جاء صاحب البيت الى قربنا و شرع ينادي جاموسه و يقول يا صبغا و يا قرحاء هاى، فلمّا رفع صوته و سمعت الجاموس ذلك الصوت اقبلن اليه من بين القصب فلمّا خرجن اليه سألت واحدا منهم ما يريد هذا الرجل من هذا الجاموس؟ فقال: يريد ان يحلبهن و يبرد الحليب و يطبخ لكم طعاما من الحليب و الأرز، فقلت: انا للّه و انا اليه راجعون، و أخذني النوم فلمّا قرب الصباح أتى بقصعة كبيرة و أيقظنا فلم نر على وجه تلك القصعة شيئا من الأرز، فمددنا ايدينا فيها الى المرافق فوقعنا على حبات منه في قعر تلك الجفنة و شربنا من ذلك الحليب و يا لها من ليلة ما اطولها و ما كان اجوعنا فيها خصوصا لمّا شربنا من هذا الحليب.

فركبنا بعد طلوع الشمس و أتينا الى الحويزة و قد كان اخي قبلي ضيفا عند رجل من أكابرها و يقرأ في شرح الجامي عند رجل من افاضلها فتشاركنا في الدرس و بقينا نقرأ عنده في شرح الجار بردي على الشافية، و هذا الأستاد ايضا رحمة اللّه تعالى قد استخدم علينا كثيرا و اسمه الشيخ حسن بن سبتي و كان قد عيّن على كل واحد منّا انّا اذا اردنا قضاء الحاجة او البول و مضينا الى جرف الشط ان يأتي كل واحد منا معه بصخرتين او آجرتين من قرب قلعة الترك، فربّما ترددنا في اليوم الى الشط مرارا و هذا حالنا فلمّا اجتمع عنده صخر كثير أراد ان يبني منزله فطلب و كنا نحن‌

نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 4  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست