الى الفرد الأكمل فانّ
من كان غافلا عن الشرّ يسمّونه اهل الدنيا أبلها في اصطلاحهم، و حينئذ فلا ينافي
ارادة غيره من ناقص العقل و غيره.
و اما قوله
6 انّ اقل ساكني الجنة النساء، و فقد روي عنهم عليهم السّلام
ايضا انّ اكثر اهل الجنة النساء و الصبيان، و وجه الجمع انّ مراتب الجنان متفاوتة
الدرجات كالنيران فيجوز ان تكون الأقلية بالنسبة الى اعالي درجاتها و ذلك لأنّ
النساء ناقصات العقول ناقصات الأديان فيكون درجاتهنّ في الجنة ناقصة ايضا بالنسبة
الى الرجال و يجوز ان يراد من النساء و الصبيان في قولهم عليهم السّلام انّ اكثر
اهل الجنة النساء و الصبيان حور العين و الولدان فانّ المؤمن يعطي منهما ثمانين
الفا و ثمانين الفا و روى الصدوق ره باسناده الى مولانا الأمام علي بن موسى الرضا
عليهما السّلام قال: قال رسول اللّه 6 الذي يسقط من المائدة
مهور حور العين.
اقول المائدة
كما في كتب اللّغة أتى تارة بمعنى الطعام و اخرى بمعنى الخوان او على غيره، و كذا
الساقط من الخوان على الأرض او على غيره اذا أكله المؤمن و عظم نعمت اللّه تعالى
كان ثوابه حور العين.
نعم قد روي في
صحيفة الرضا 7 انّ ما يسقط من الخوان مهور الحور، فيمكن حمل ماهنا عليه
بارادة الخوان من المائدة لأنّه احد معانيها، و على التقديرين فهل يترتب هذا
الثواب على أكل الكلّ او البعض كلّ محتمل و الأظهر انّ كلّ حبّة من ذلك الحب
الساقط مهر واحدة من الحور العين.
فان قلت اذا
خلّد أهل الجنة في جنانهم و أهل النار في نيرانهم فما يكون حال هذا العالم بعدهم؟
قلت قد روينا باسناده الى جابر قال: سئلت ابا جعفر 7 عن قول اللّه عز و
جل
أَ فَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ فقال: يا جابر
تأويل ذلك انّ اللّه عز و جل اذا أفنى هذا الخلق و هذا العالم و سكن اهل الجنة
بالجنة و اهل النار بالنار جدّد اللّه عالما غير هذا العالم و جدّد خلفا من غير
فحولة و لا اناث يعبدونه و يوحدونه و خلق لهم ارضا غير هذه الأرض تحملهم و سماء
غير هذه السماء تظلهم، لعلك ترى ان اللّه عز و جل انّما خلق هذا العالم الواحد، و
ترى انّ اللّه عز و جل لم يخلق بشرا غيركم، بلى و اللّه لقد خلق اللّه تبارك و
تعالى ألف ألف عالم و ألف ألف آدم انت في أواخر تلك العوالم، و اولئك الآدميين.
و لنختم هذا
الكتاب هنا حامدين و مصلين على النبي 6 قد فرغ من مشقة مؤلفه
العبد المذنب الجاني نعمت اللّه الحسيني الجزائري يوم الثلاثاء خامس عشر شهر رمضان
المبارك سنة التاسعة و الثمانين بعد الألف كتب هذه الأحرف مؤلّفه المزبور حامدا
مصليا على النبي 6 تمّ و كمل.