و في اخبار اهل البيت
عليهم السّلام انّه لمّا نزلت هذه الآية على النبي 6 و هو في
المسجد غشي عليه حيث انّ اللّه لم يستثن أحدا فنظر الصحابة اليه و ما علموا كيف
الحال، فقالوا لسلمان: امض الى فاطمة عليها السّلام حتّى تأتي الى ابيها، قال
سلمان: فمضيت اليها و اخبرتها فقالت: يا سلمان كيف اخرج من البيت و ليس لي ثياب
قال: فنظرت و اذا في البيت بساط فوضعته على رأسها و بدنها و خرجت، قال سلمان فنظرت
في البساط و اذا فيه اربع عشرة رقعة من الخوص، فقلت و اعجباه بنات كسرى و قيصر
يجلسن على الكراسي المذهّبة و بنت رسول اللّه ليس لها ازار و لا ثياب، فقالت: يا
سلمان انّ اللّه تعالى ذخر لنا الثياب و الكراسي ليوم آخر، فلمّا أتت المسجد وضعت
رأس النبي 6 في حجرها، فلمّا احسّ بها قالت لهكما لخبر؟ فقال:
يا فاطمة أتاني جبرئيل بهذه الآية و لم يستثن احدا، فبكيا طويلا فأتى امير
المؤمنين 7 فأخبراه الخبر فأتى الى زاوية المسجد و جعل يحثو التراب على
رأسه و يقول: ليت امي لم تلدني حتى اسمع بهذه الآية، فصاح سلمان و ضجّ الناس
بالبكاء و العويل، فنزل جبرئيل 7 و قال: يا محمّد و ان منكم الّا
واردها الّا علي و شيعته ففرحوا بها و رجعوا الى منازلهم.
نعم ورد الخلاف
بين علمائنا رضوان اللّه عليهم في انذ المؤمن الفاسق هل يدخل النار ام لا بعد ما
اتّفقوا على انّه لا يخلد فيها و الحقّ انّ الأخبار مختلفة كالأقوال، ففي الأخبار
عن مولانا الأمام ابي عبد اللّه 7 انّ من شيعتنا من تدركه شفاعتنا بعد
ان يكون في النار ثلاثمائة الف سنة، و في بعضها عنه 7 ايضا انّه قال:
لا يدخل النار منكم واحد، و يدل على مضمون كل واحد من الخبرين اخبار كثيرة يمكن
الجمع بين الأخبار بحمل الداخلين على اهل درجة من درجات الأيمان النّاقصة، و قوله
7 لا يدخل النار منكم احد على اهل الدرجات الكاملة، فانك عرفت أن
للإيمان درجات كما انّ للكفر درجات فهذا مجمل احوال النار بقي الكلام في الجنّة
وفقنا اللّه و سائر المؤمنين للدخول اليها.
(نور في
الجنة و بعض ما فيها)
اعلم وفقك اللّه
تعالى انّ كلما سمعت من اخبار الجنة و أوصافها فهي فوقه بمراحل و هي التي قال فيها
الأنبياء عليهم السّلام كلّ شيء سماعه احسن من عيانه و أعظم الّا الجنة فانّ
عيانها أعظم من سماعها و ما يصف الواصف منها، و في الروايات انّ اقل ما يعطي
المؤمن منها ما يقابل الدنيا، و في خبر بلال الطويل قال: سمعت رسول اللّه 6 يقول انّ سور الجنة لبنة من ذهب و لبنة من فضة و لبنة من ياقوت،
و ملاطها المسك الأذفر و شرفها الياقوت الأحمر و الأخضر و الأصفر.
قال: قلت فما
ابوابها قال: انّ ابوابها مختلفة باب الرّحة من ياقوتة حمراء، قال له الراوي فما
حلقته؟ قال: اكتب سمعت من رسول اللّه 6 يقول: امّا باب الصبر
فباب صغير مصراع