responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 3  صفحه : 99

بسم اللّه الرحمن الرحيم‌

يقول العبد المذنب الجاني نعمت اللّه الحسيني الجزائري هذا المجلد الثاني من كتابه الأنوار النعمانية شرعنا في تأليفه بعد الفراغ من المجلد الأول و نرجو من اللّه سبحانه ان يوفقنا لإتمامه و ان يجعله ذخيرة لإكرامه بحق محمد و آله الطاهرين.

نور في التوبة و ما يتعلق بها من الأحكام و المعارف‌

اعلم ان اللّه سبحانه قد مدح التّوابين في كتابه العزيز في آيات كثيرة و كفى بها قوله سبحانه انّ اللّه يحب التّوابين و يحب المتطهرين، فلا درجة اعظم من محبّة اللّه تعالى، و ذلك انّها اقصى الدرجات و الأنبياء و الأولياء انّما هي غاية سعيهم لا غيرها من الجنة و مراتبها، فانّ الجنة و ما أعدّ فيها من النعيم انّما هي مقاصد التّجار و غاياتهم و الّا فأهل الهمم العالية و المطالب الغالية انّما يطلبون محبته و رضاه.

روي عنه 6 قال بكى شعيب من حب اللّه عز و جل حتى عمى فرد اللّه عز و جل عليه بصره، ثم بكى حتى عمى فرد اللّه عزّ و جل عليه بصره، ثمّ بكى حتى عمى فرّد اللّه عزّ و جل عليه بصره، فلمّا كانت الرابعة أوحى اللّه اليه يا شعيب الى متى يكون هذا ابدأ منك، ان يكن هذا خوفا من النّار فقد احررتك (اجرتك خ) و ان يكون شوقا الى الجنة فقد ابحتك، قال الهي و سيدي انت تعلم انّي ما بكيت خوفا من نارك و لا شوقا الى جنّتك و لكن عقد حبك على قلبي فلست اصبر أو أراك، فأوحى اللّه جل جلاله اليه امّا اذا كان هذا هكذا فمن أجل هذا سأخدمك كليمي موسى بن عمران.

قال الصدوق طاب ثراه يعني بذلك لا أزال أبكي او أراك قد قبلتني حبيبا، و لا يخفى انّ ما قاله ره ان كان قد وجده في حديث فلا لا بأس به و الا فلا يحتاج الى صرف الكلام عن ظاهره لأنّ معناه لا أقطع البكاء الى ان أراك بعد الموت، و حاصله الى ان اموت و ذلك انّ لقاء اللّه سبحانه انّما يكون بعد الموت، و الظّاهر انّ الذي حمله ره على هذا التأويل هو قول شعيب 7 أو اراك فانّ الرؤية ممتنعة عليه سبحانه و لكن هذا المجاز مشهور و قد وقع في القرآن و السنة كثيرا قال اللّه تعالى‌ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى‌ رَبِّها ناظِرَةٌ و قال امير المؤمنين 7 كيف أعبد ربّا لم أره.

و بالجملة فالمحبّة انّما هي نهاية الدرجات و قد منحه سبحانه للتّائبين، و قال الصادق 7 لمّا نزلت هذه الآية وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَ مَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ‌ و لم يصروا على ما فعلوا و هم يعلمون، صعد ابليس جبلا

نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 3  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست