لا يتحقق الزيادة لأنّ
الطّازج على ما ذكره بعض أهل اللّغة و الفقهاء الدّرهم الخالص و الغلّة غيره و هي
المغشوش، و قد يطلق على المكسرة و لكن هنا يتم مع التفسير الأول لأنّ الزيادة
الحكميّة مع المغشوش و هي تقابل بما زاد في المغشوش، هذا كلامه (ره) و قد تكلّمنا
على ايضاح معنى هذا الحديث و على كلام اصحابنا هذا في شرحنا على تهذيب الحديث بما
لا مزيد عليه، و لنقتصر هنا على بعضه فنقول.
انّ هذه
الرّواية لا تصلح سندا لما قالوه من الحكم الجزئي المخرج عن القاعدة الكليّة بل
القاعدة على حالها من تحريم الزيادة الحكمية مطلقا، و ذلك لوجوه: الأول انّ ظاهر
هذا الخبر كون مثل هذا قد وقع بلفظ التبديل و هو نوع مراضاة يتعاطاه الناس في
معاملاتهم و محاوراتهم فليس هو بيعا حتى يجوز فيه مثل هذا.
الثاني ان قوله
ابدل لك درهما طازجا بدرهم غلة ظاهر في انّ الدّرهم الطّازج انّما هو من مال
الصّائغ و الدّرهم الغلة من مال الرّجل الذي يقول، و هذا كما يقال في العرف اكتب
لي هذا الكتاب و أبدل لك كتاب الشرائع بكتاب الأرشاد، فانّه صريح في انّ كتاب
الشرائع انما هو من مال الكاتب لا من مال القائل، و كتاب الأرشاد من مال القائل، و
حينئذ فدرهم الغلة انّما هو الدّرهم العتيق المكسر لكنّه بالوزن يزيد على الدّرهم
الطازج الذي هو معرب تازة كما هو المتعارف في هذه الأعصار و غيرها على تجديد
الدّراهم او تغييرها عن هيئتها الأولى، و حينئذ فتفاوت الدّراهم الطّازج و هو كونه
جديد الضرب رائجا في المعاملات مرغوبا اليه يقابل تلك الزيادة العينية التي في
الدّرهم العتيق الذي هو درهم الغلة، فتكون الزيادة العينية بإزاء الزّيادة
الحكميّة و الدّرهم مقابل الدّرهم فلا تفال بينهما.
الثالث ان
المعهود المتعارف هو انّ الدّرهم الجديد انّما هو عند الصائغ لا عند غيره فهو يريد
ان يبدله بذلك الدّرهم الثقيل الوزن، و يوضح هذا المعنى ان الشيخ (ره) في التهذيب
قد روى خبرا قبل هذا من الصّحيح، عن الحلبي قال: سألت ابا عبد اللّه 7
عن الرجل يستقرض الدّراهم البيض عددا ثمّ سودا وزنا، و قد عرف انّها أثقل ممّا
أخذ، و تطيب نفسه ان يجعل فضلها له، فقال: لا بأس اذا لم يكن قد شرط له، لو وهب له
كلّها صلح له، فانّ الظاهر انّ المراد بالدّراهم البيض هي الجديدة الطّازجية و
السّود هي الغلّة المقابلة لها، و قد صرّح بأن السود أثقل وزنا منها و انّها تعطى
بدل القرض لأجل مقابلة الأحسان بالإحسان.
نور يكشف عن
الكفر و عن حقيقة الشرك و اقسامه و توابعه المتعلقة به