responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 3  صفحه : 187

حاله، فأمر فبني على قبره بناء و عين له خادما يخدم ققبره؛ و الذي يجود بنفسه في ذلك الوقت الضيق و يقدم على القتل و على أن يفدي الحسين 7 بنفسه لا شكّ في أنّ حاله من أحسن الأحوال.

الخامس إنّ الذي يظهر من هذه الأخبار المعتبرة الصحيحة كما قاله الشهيد الثاني عطر اللّه مرقده هو أنّ الإرتداد كله قسم واحد و إنّه يستتاب صاحبه فإن تاب و إلا قتل، و هذا مذهب ابن جنيد طاب ثراه و الاخبار بإطلاقها أو عمومها دالة عليه و لم يدل على المشهور من التفصيل سوى رواية عمّار الساباطي و هي على ضعفها لا تقوم بتقليد الأخبار الصحيحة المتكثرة، فيكون وقت منع الحر للحسين 7 إلى وقت رجوعه إليه هو زمن الإستتابة فتاب و قبلت توبته، و بالجملة فالقول بأنّ توبة المرتد الفطري غير مقبولة حتى بينه و بين اللّه تعالى مشكل جدا، و اللّه الهادي إلى سواء السبيل.

(نور في الفقر و الزهد و التوكل)

الحمد للّه الذي تسبح له الرمال و يسجد له الظلال؛ و يتدكدك من هيبته الجبال خلق الإنسان من الطين اللازب و الصلصال، و زيّن صورته بأحسن تقويم و أتمّ إعتداله؛ و عصم قلبه بنور الهداية عن ورطات الضلال، و أذن له في قرع باب الخدمة بالغدوّ و الآصال، ثمّ كحّل بصيرة المخلص في خدمته بنور العبرة حتى لاحظ بضياءه حضرة الجلالة فلاح له من البهجة و الفلاح و البهاء و الكمال ما أستقبح دون مبادى‌ء إشراقه كل حسن و جمال، و استثقل ما صرفه عن مشاهدته و ملازمته غاية الإستثقال و تمثل له طاهر الدنيا في صورة امرأة جميلة تميس و تختار، و انكشف له باطنها عن عجوز شوهاء عجنت من طينة الخزي و ضربت في قالب النكال، و هي متلفقة بجلبابها لتخفي قبائح أسرارها بلطائف السحر و الإحتيال؛ و قد بصبت حبائلها في مدارج الرجال فهي تقتنصهم بضروب المكر و الإغتيال، ثمّ لا تجتري معهم بالخلف في مواعيد الوصال بل تقيدهم مع قطع الوصال بالسلاسل و الأغلال، و تبديهم بأنواع البلايا و الانكال، فلمذا إنكشف للعارفين منها قبائح الأسرار و الأفعال زهدوا فيما زهد المبغض لها؛ فتركوا التفاخر و التكاثر بالأموال، و أقبلوا بكنه هممهم على حضرة الجلالة منها بوصال ليس له انفصال؛ و مشاهدة أبدية لا يتريها فناء و لا زوال، و الصلاة على سيدنا محمد سند الأنبياء و على آله و خير آل.

أمّا بعد فإنّ الدنيا عدوة اللّه تعالى بغرورها ظلّ من ظل، و بمكرها زلّ من زل، فحبها رأس الخطيئات السيئات و بغضها أم الطاعات و رأس القربات، و قد قدمنا الكلام في بيان معناها و الآن نتكلم في تحقيق هذه الأمور الثلاثة:

نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 3  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست