responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 3  صفحه : 139

نور في الصبر و أقسامه و محاله و فوائده و ما يتعلق به من المناسبات‌

اعلم وفقك اللّه تعالى ان القرآن و الحديث قد اكثرا مدحه حتى انه سبحانه وصف الصابرين بأوصاف و ذكر الصبر في القرآن في نيف و سبعين موضعا و أضاف اكثر الخيرات و الدرجات الى الصبر و جعلها ثمرة له فقال عز و جل‌ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لما صبروا و قال‌ وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى‌ عَلى‌ بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا و قال‌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ‌ الى غير ذلك من الآيات، و قال الصادق 7 الصبر من الأيمان بمنزلة الرأس من الجسد فاذا ذهب الرأس ذهب الجسد كذلك اذا ذهب الصبر ذهب الأيمان و قال 7 اذا دخل المؤمن قبره كانت الصلاة عن يمينه و الزكوة عن يساره، و البر مظل عليه، و يتنحى الصبر ناحيه، فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مسائلته قال الصبر للصلوة و الزكوة و البر دونكم صاحبكم فإن عجزتم عنه فانا دونه و روى عنه 6 انه قال الصبر ثلاثه: صبر عند المصيبه، و صبر على الطاعه، و صبر عن المعصيه فمن صبر عند المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب اللّه له ثلثمائة درجه، ما بين الدرجة الى الدرجة كما بين السماء الى الارض، و من صبر على الطاعة كتب اللّه له ستمائة درجة، و ما بين الدرجة الى الدرجة كما بين تخوم الارض الى العرش، و من صبر عن المعصية كتب اللّه له تسعمائة درجة و ما بين الدرجة الى الدرجة كما بين تخوم الارض الى منتهى العرش، و قال الصادق 7 انا صبرنا و شيعتنا أصبر منا، قيل له كيف صار شيعتكم أصبر منكم؟ قال لأنا نصبر على ما نعلم و شيعتنا يصبرون على ما لا يعلمون، و قال 6 الصبر نصف الإيمان، فان قلت ما معنى كونه نصف الايمان؟ قلت قد ذكر له الغزالي في إحيائه وجهين الاول ان الايمان يطلق على التصديقات و الأعمال جميعا فيكون للإيمان ركنان احدهما اليقين و الآخر الصبر، و المراد باليقين المعرف القطعية، و المراد بالصبر العمل بمقتضى اليقين، اذ اليقين يعرّفه انّ المعصية ضارة و الطاعة نافعة و لا يمكن ترك المعصية و المواظبة على الطّاعة الّا بالصبر فيكون الصبر نصف الأيمان بهذا الأعتبار، و لهذا جمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم بينهما فقال من اقلّ ما أوتيتم اليقين و عزيمة الصبر.

الوجه الثاني ان يراد من الأيمان ما ينفع في الدنيا و الآخرة او يضر فيهما و له بالإضافة الى ما يضرّه حال الصبر و بالإضافة الى ما ينفعه حال الشكر، فيكون الشكر احد شطري الأيمان بهذا الأعتبار كما كان اليقين أحد الشطرين بالإعتبار الأول، و بهذا النّظر قال بعض الصحابة الأيمان نصفان نصف صبر و نصف شكر، و لمّا كان الصبر صبرا عن بواعث الهوى بثبات باعث الدين و كان باعث الهوى قسمين باعث من حيث الشهوة، و باعث من جهة الغضب، و الشهوة لطلب‌

نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 3  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست