responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 3  صفحه : 13

و روي عن بعضهم انّ رجلا قال لقد اغتابك فلان، فبعث اليه طبقا من الرطب و قال بلغني انّك قد أهديت اليّ حسناتك فأردت ان أكافئك عليها، فاعذرني فاني لا اقدر ان أكافئك على التمام، و لا فرق بين غيبة الصغير و الكبير و الحي و الميت و الذكر و الأنثى، و ليكن الأستغفار و الدّعاء على حسب ما يليق بحاله، فيدعو للصّغير بالهداية و للميّت بالرحمة و المغفرة و نحو ذلك، و لا يسقط الحق بإباحة عرضه للنّاس لأنّه عفو عمّا يجب، و لقد صرّح الفقهاء بأنّ من أباح قذف نفسه لم يسقط حقّه من حدّه، و ما روي عن النبي 6 أ يعجز احدكم ان يكون كأبي ضمضم، كان اذا خرج من بيته قال اللّهم اني تصدّقت بعرضي على الناس، معناه انّي لا اطلب مظلمته في القيامة و لا أخاصم عليها لا انّ غيبته صارت بذلك حلالا، و يجب النّية لها كباقي الكفارات.

(نور يكشف عن الحسد و النميمة و لواحقهما)

اعلم ان الحسد من اعضل‌[1] الأدواء و أكبر المعاصي و أفسدها للقلب، و كفى به شرّا انّه اول خطيئة عصي اللّه تعالى بها، و ذلك هو حسد ابليس لأبينا آدم 7 فاستمرت تلك البلية الى يوم القيامة، و قد امر اللّه تعالى نبيه بالإستعاذة منه فقال‌ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ، بعد ان استعاذ من اليطان و الساحر فأنزله منزلتهما، و قال 6 الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب‌[2].

و قال 6 ستّة يدخلون النار قبل الحساب بستّة، الأمراء بالجور، و العرب بالعصبية، و الدّهاقين بالكبر، و التّجار بالخيانة، و اهل الرستاق بالجهالة، و العلماء بالحسد، و في حديث آخر ان الحسد عشرة اجزاء منها تسعة بين العلماء و واحد في الناس و لهم من ذلك الجرء و الحظّ الأوفر، و قال 7 لا يخلو المؤمن من شيطان يغويه، و منافق يقفو اثره، و مؤمن يحسده، اما انّه اشد عليه، و ذلك انّه يقول القول فيه فيصدق.

و عن داود الرقيّ قال سمعت ابا عبد اللّه 7 يقول اتّقوا اللّه و لا يحسد بعضكم بعضا انّ عيسى بن مريم 7 كان من شرائعه السيح في البلاد فخرج فخرج في بعض سيحه و معه رجل من أصحابه قصير، و كان كثير اللزوم لعيسى فلما انتهى عيسى الى البحر فقال بسم اللّه بصحّة يقين منه فمشى على ظهر الماء، فقال الرجل القصير حين نظر الى عيسى جاز بسم اللّه بصحّة يقين منه فمشى على الماء و لحق بعيسى 7 فدخله العجب بنفسه، فقال هذا


[1] أي من أعيا الأدواء.

[2]

نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 3  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست