و امّا حقوق الناس
المالية فيجب تبرئة الذّمة منها بقدر الأمكان، فان مات صاحب الحق وجب الدفع الى
ورثته في جميع الطبقات، و ان بقي الى يوم القيامة ففيه أقوال ثلاثة: الأول انه
لآخر وارث و لو بالعموم كالأمام، الثاني انّه ينتقل الى اللّه سبحانه الثالث انّه
لصاحبه الأول و هذا هو الأصح، لما روي في الصحيح عن عمر بن يزيد عن الصادق 7 قال اذا كان للرّجل دين فمطله حتى مات ثمّ صالح ورثته على شيء فالذي أخذ
الورثة لهم و ما بقي فهو للميت يستوفيه منه في الآخرة و ان هم لم يصالحهم على شيء
حتى مات و لم يقض عنه فهو للميت يأخذه منه.
و امّا حقوق
النّاس الغير المالي فان كان اضلالا وجب الأرشاد، و ان كان قصاصا وجب اعلام
المستحق له و تمكينه من استيفائه فيقول انا الذي قتلت اباك مثلا فان شئت فاعف عني،
و ان كان حدا كما في القذف فان كان المستحق له عالما بصدور ما يوجبه وجب التمكين
ايضا و ان كان جاهلا به ففي وجوب الأعلام خلاف ينشأ من انّه حق آدمي فلا يسقط الا
باسقاطه، و من كون الأعلام تجديدا للأذى و تنبيها على ما يوجب البغضاء، و كلام
المحقق الطوسي و تلميذه العلّامة يعطي عدم وجود الأعلام في هذه الصورة و هذه
المذكورات من قضاء الفوائت و اداء الحقوق و التمكين من القصاص و الحد لا دخل لها
في حقيقة التوبة و انّما هي واجبات برأسها و التوبة صحيحة بدونها لكنّها تصير بها
أكمل و أتم.
خاتمة هذا
البحث في التوبة المؤقتة و التوبة المجملة، و اما الأولى فهو كأن يتوب عن الذنوب
سنة، و في صحّتها خلاف و الأولى عدم الصّحة لأنّك قد تحقّقت انّ العزم على العود
في المستقبل دائما من اجزائها و هذا مناف له، و امّا الثانية فكأن يتوب عن الذنوب
على الإجمال و هو ذاكر للتفصيل فقد توقف في صحّتها الواجا نصير الدين الطّوسي، و
القول بالصّحة غير بعيد لعد قيام الدليل على وجوب التفصيل.
نور في الحب
و درجاته و علاماته و توابعه و ما يتعلق بذلك
اعلم ايدك اللّه
سبحانه ان لفظ الحب ممّا قد اشتهر في الكتاب و السنة و على ألسنة الناس، و قد وصف
اللّه تعالى به نفسه فقال يحبّهم و يحبّونه، و قد جعل رسول اللّه 6 الحب للّه من شرط الأيمان في أخبار كثيرة، قال ابو رزين العقيلي يا
رسول اللّه ما الأيمان؟ قال ان يكون اللّه و رسول اللّه احبّ اليك ممّا سواهما.
و في حديث آخر
لا يؤمن احدكم حتى يكون اللّه و رسوله احب اليه ممّا سواها قال يا رسول اللّه انّي
احبك، فقال 7 استعد للفقر، فقال اني احب اللّه، فقال استعدّ للبلاء،