responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 1  صفحه : 87

يلقى ربه، فرأيت ان الصبر على هاتا احجى، فصبرت و في العين قذى و في الحلق شجى، أرى تراثي نهبا، حتى مضى الاول لسبيله فأدلى بها الى فلان بعده.

شعر

شتّان ما يومي على كورها

و يوم حيّان اخي جابر

فيا عجبا بينا هو يستقلها في حياته اذ عقدها لاخر بعد وفاته لشدّ ما تشطّر اضرعيها فصيّرها في حوزة خشناء يلغظ كلمها[1] و يشخن مسها، و يكثر العثار فيها و الاعتذار منها فصاحبها كراكب الصعبة ان اشنق لها خرم و ان ابليس لها تقحّم فمنى الناس لعمر اللّه بخبط و شماس و تلوّن و اعتراض، فصبرت على طول المدة و شدة المحنة حتى اذا مضى سلبيله جعلها في جماعة زعم اني احدهم فيا للّه و للشوري متى اعترض الريب فيّ مع الاول حتى صرت اقرن الى هذه النظائر، لكني اسففت اذ اسفوا و طرت اذا طاروا فصغي منهم رجل لضغنه و مال الاخر لصهره مع هن و هن الى ان قام ثالث القوم نافجا حضينه بين نثيله و معتلفه و قام معه بنو ابيه يخضمون مال اللّه تعالى خضم الابل نبتة الربيع الى ان انتكث عليه فقتله و اجهز عليه عمله و كبت به بطنته فما راعني الّا و الناس كعرف الضبع اليّ ينثالون عليّ من كل جانب حتى لقد وطئ الحسنان و شقّ عطفاي مجتمعين حولي كربيضة الغنم، فلما نهضت بالامر نكثت طائفة و مرقت أخرى و قسط آخرون كأنهم لم يسمعوا كلام اللّه سبحانه حيث يقول تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض و لا فسادا و العاقبة للمتقين بلى و اللّه لقد سمعوها و وعوها، و لكنهم حليت الدنيا في اعينهم و راقهم زبرجها اما و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لو لا حضور الحاضر و قيام الحجة بوجود الناصر و ما أخذ اللّه على العلماء الا يقاروا على كظّة ظالم و لا سغب مظلوم لا لقيت حبلها على غاربها و لسقيت آخرها بكأس اولها و لا لفيتم دنياكم هذه عندي أزهد من عفطة عنز[2] قال و قام اليه رجل من اهل السوّاد عند بلوغه الى هذا الموضع من خطبته فناوله كتابا فأقبل ينظر فيه فلما فرغ من قرائته قال له ابن عباس رضي اللّه عنه يا امير المؤمنين لو اطردت مقالتك من حيث افضيت، فقال هيهات يا ابن عباس تلك شقشقة هدرت ثم قرّت قال ابن عباس و اللّه ما أسفت على كلام قطّ كأسفي على ذلك الكلام ان لا يكون امير المؤمنين 7 بلغ حيث اراد منه.


[1] الكلم بمعنا الجرح كانه يقول خشونتها تجرح جرحا غليظا و في نسخة: كلامها بالضم الارض الغليظية:

[2] قال الشيخ محمد عبدة عقطة العنز ما تنثره من انفها كالعطفة عطفت تعطف من باب ضرب غير ان اكثر ما يستعمل ذلك ف النعجة و الاشهر في العنز النفطة بالنون يقال ما له عافط و لا نافط أي نعجة و لا عنز كما يقال ماله ثاغية و راغية و العفطة الحبقة ايضا لكن الاليق بكلام امير المؤمنين( 7) هو ما تقدم.

نام کتاب : الأنوار النعمانية نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست