تقم عليه بينة انه منهم
فاقتلوه فقتلوهم على التهم و الظنون و الشبه تحت كل كوكب[1]
حتى انه كان الرجل يسقط[2] بكلمة
فيضرب عنقه و لم يكن ذلك البلاء في بلد أشد و لا اكثر منه بالعراق و لا سيما
الكوفة، حتى انه كان الرجل من شيعة علي من اهل المدينة و غيرها يأتيه من يثق به
فيدخل بيته و يلقى عليه ستره و يخاف خادمه و مملوكه و لا يحدثه حتى يأخذ عليه
الايمان المغلظة ليكتمنّ عليه و جعل الامر لا يزداد الا شدة و كثر عدد محبيهم و
اظهروا الاحاديث الكاذبة من اصحابهم من الزور و البهتان فلبسوا على الناس و لا
يتعلمون الا منهم و مضى عليه قضاتهم و ولاتهم و كان اعظم الناس في ذلك فتنة و بلية
القرّاء المذبذبين الذين يظهرون الكذب و يختلقون الاحاديث ليحظوا بذلك عندهم و عند
ولاتهم و يدنوا مجالسهم و يصيبون بذلك الاموال و القطائع و المنازل حتى صارت
احاديثهم شايعة كثيرة، فوقعت بيد من لا يستحل الكذب فقبلوها و هم يرون انها حق و
لو علموا انها باطل لم يرووها و لم يتدينوا بها و لم يبغضوا من خالفهم فصار الصدق
كذبا و الكذب صدقا، و قد قال رسول اللّه 6 لتشملنكم بعدي فتنة
يربوا فيها الوليد و يشبّ عليها الكبير تجري الناس عليها تتخذونها سنّة فاذا غيّر
منها شيء قيل اتى الناس منكرا غيّرته السنّة، و كان عادة المتخلفين من الاموية و
العباسية انهم اذا مالت طباعهم الى فعل محرم طلبوا من علمائهم من يرو لهم حديثا في
مدحه الراوون عندهم كثيرون لاجل الصلات و القطائع.
كما روى ان
الخليفة المهدي العباسي كان مولعا بلعب الحمام و بالمراهنة عليه ثم طلب من يروي له
حديثا في مدحه و جوازه فأتى اليه وهب بن وهب القرشي و حفص بن غياث القاضي و رويا
له في مدحه كثيرا من الاحاديث فأعطاهم اموالا جزيلة، فلما خرجا منه قال اعطيتهما و
اعلم ان لحييهما لحيى كذاب، و قد نقل هذا المضمون جماعة من علماء الجمهور و
قواعدهم و عاداتهم الى هذا الوقت على نحو ما سلف ..
نور علوي
يكشف عن سبب
تقاعد امير المؤمنين 7 في خلافة المتخلفين، مع انهم على ما ذكرنا من
الارتداد بعد النبي 6 و تغيير سنته و الواجب على المتمكن من
المنع على مثله ان يبذل الجهد و الطاقة فيه و قد تقدم ان عليا 7 اشجع
الناس و به قد كانت تضرب الامثال، فكيف ساغ له الجلوس و الحال على ما وصفت قلت
ربما وقع فيه خلاف بين الاصحاب فبعضهم قال الذي اقعده