الاولين لانهم أخذوا
القضاء بالبذل لمن هو أعلى منهم أو بالميراث من أسلافهم أو بهما جميعا و أما أخذ
الحق بحكمهم و ان كان حقا فقد مال بعض مشايخنا و بعض من تقدمنا الى عدم جوازه و
لعله الاولى لما رواه مشائخنا المحدثون في كتب الاصول عن عمر بن حنظلة قال سألت
ابا عبد اللّه 7 عن رجلين من اصحابنا يكون بينهما منازعة في دين أو
ميراث فتحاكما الى السلطان أو الى القضاة أ يحلّ ذلك فقال من تحاكم الى الطاغوت
فحكم له فأنما يأخذه سحتا و ان كان حقه ثابتا لأنه أخذه بحكم الطاغوت و قد امر
اللّه عز و جل ان يكفر بها قلت كيف يصنعان قال انظروا الى من كان منكم قد روى
حديثنا و نظر في حلالنا و حرامنا و عرف احكامنا فلترضوا به حكما فأني قد جعلته
عليكم حاكما فاذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فانما بحكم اللّه استخف و علينا ردّ و
الرادّ علينا الرادّ على اللّه و هو على حدّ الشرك باللّه عز و جل و يستفاد من هذا
الحديث ان علماء الامامية رضوان اللّه عليهم في هذه الاعصار منصوبون للقضاء من
الامام 7 عموما و لا يجوز لاحد ردّ حكمهم و من ردّ حكمهم عليهم كان على
حدّ الشرك باللّه و لا يبعد ان يقال يجب على العلماء و المجتهدين في مثل هذه
الاعصار اذا تمكنوا من القضاء ان يتصدوا له و ان يظهروا علومهم فإنّ بدع القضاة قد
ظهرت و قال 6 اذا ظهرت البدع فليظهر العالم علمه و من لم
يظهره الجمه اللّه لجاما من نار. و اما قوله في الثالث ان عمر قال لو لا علي لهلك
عمر قال صاحب الكشاف و هو من علماء الحنفية ان عمر قال هذه الكلمة في سبعين موضعا
حتى اشتهرت في الامثال و نقلها علماء العربية في بحث لو الشرطية. و اما قول عمر
بعد رد المرأة عليه كلكم افقه من عمر حتى المخدرات في البيوت فقد نقل علماء
الفريقين انه قال بعد هذا ان لي شيطانا يعتريني فاذا عثرت فقوموني و اذا غلطت
فسددوني و لا تدعوا النساء تردّ عليّ كلامي و قد صدق في هذا القول و نقل ايضا مثله
عن ابي بكر و هو صادق ايضا. و اما قول علي 7 لو كسرت لي الوسادة ثم
جلست عليها الحديث معناه اني لو تمكنت من الحكومة بين الناس من غير منازع و هذا
يدل على انه 7 لم يكن متمكنا في وقت خلافته من اقامة الاحكام على وجهها
لما تقدمه المتخلفون في البدع فصار لا يقدر ان يغير ما فعلوه فمنه عزل شريح عن
القضا اراده 7 فلم يتمكن منه لانه كان منصوبا من قبل المتقدمين و منه
صلاة الضحى فلقد ارسل ابنه الحسن 7 ان ينادي في مساجد الكوفة ان لا
تصلي فضج الناس ضجة واحدة و قالوا وا عمراه امرنا بالصلوة و انت تنهانا عنها أ
رأيت الذي ينهى عبدا اذا صلّى و منه رد الفدك و العوالي الى اولاد فاطمة فانه كان
مظنة الفتنة و الفساد بتغليط من تقدمه و قد روى الصدوق طاب ثراه في كتاب العلل
عللا أخرى منها ما رواه مسندا الى ابي بصير عن ابي عبد اللّه 7 قال قلت
له لم لم يأخذ امير المؤمنين 7 فدكا لمّا ولّى الناس و لأية علة تركها
فقال لأن الظالم و المظلوم قد كانا قدما على اللّه عز و جل و اثاب اللّه المظلوم و
عاقب الظالم فكره ان