و في رواية اخرى ان ذلك
الشاب هو حارثة بن مالك الانصاري. و ثالثها ما قاله بعض الاذكياء من المعاصرين و
هو ان يكون يقينا منصوبا على المفعولية لا على التمييز و حاصله ان لي يقينا في
مراتب المعرفة و لو كشف الغطاء لم ازدد يقينا غير ذلك اليقين ان يتغير علمي و يحدث
لي علم يغايره كما هو واقع في علومنا و ليس المراد ان ذلك اليقين لا يقبل الزيادة
و النقصان بل هو قابل له غير انه لا يتغير الى يقين يغايره. و رابعها ما خطر لنا و
يعد هذا رأينا في شرح استاذنا الاجل الشيخ علي اعلى اللّه شأنه على شرح اللمعة و حاصله
ان النبي 6 كانت مراتب معرفته تتزايد يوما بعد يوم على طول
مدة عمره الشريف و كان يحدث له بالوحي و الالهام من درجات المعرفة ما يعد الدرجة
السابقة ذنبا بالنسبة الى الدرجة اللاحقة و لذا قال 6 اني
لاستغفر اللّه كل يوم سبعين مرة من غير ذنب فكان 6 يطلب زيادة
مراتب المعرفة في حيوته لانها تفاض عليه آنا بعد آن و لما استكملت مدته استكمل له
ما يليق بمادته النبوية من افاضة العلوم اللايقة بذاته الشريفة التي هي منتهى
مراتب البشر و لما مرض مرضه الذي انتقل الى جوار القدس طلب عليا و ادناه منه و
علمه علوم مدة عمره الشريف بلحظة واحدة فلذا قال 7 لما سئل ما علمك
رسول اللّه 6 انه علمني الف باب من العلم ينفتح من كل باب الف
باب و من هذا صار البطين لتراكم العلوم في صدره الشريف فهو 7 بعد النبي
6 يقول اني عرفت اللّه سبحانه بما علمته من النبي حتى لو كشف
الغطاء لم ازدد علما يضاف الى معرفتي الكاملة و يحتمل معان اخر ايضا.
نور مرتضوي
في بيان ان
افضل الخلق بعد رسول اللّه 6 هو علي بن ابي طالب 7
و هذا على سبيل الاغماض عن النور الاول لان من كان افضل من ابراهيم و نوح و موسى و
عيسى بالدلائل السابقة لا يحتاج تفضيله على غيرهم الى الدليل و لكن قد وقع الخلاف
بين جماهير المسلمين فذهب الاشاعرة و جماعة من المعتزلة الى ان افضل الخلق بعد
رسول اللّه 6 هو ابو بكر و ذهبت الشيعة و اكثر المعتزلة الى
ان الافضل علي بن ابي طالب 7 و الحق ان المعتزلة لم يخالف احد منهم في
افضلية علي 7 سوى شاذ نادر و اما الاشاعرة فأن تفضيل ابي بكر و ان نقله
عنهم علماؤهم المتأخرون الا ان المتقدمين منهم قد وافقوا الشيعة على ما ذهبوا اليه
و لننقل كلام اعلم محققيهم حتى يتضح الحال فنقول ذكر محمد بن عمر الرازي المعروف
بابن خطيب الري[1] و هو اعلم
علماء الاشعرية صاحب التصانيف الكثيرة فانه قال في الكتاب الذي صنفه و جعله دستورا
لولده
[1] هو الامام فخر الدين الرازي الشهير المتوفى سنة( 606) ه و
قد يعبر عند السيد الداماد قدس سره بامام المشككين.