قلت يمكن التقصي عن هذا
بوجوه، الاول ان يكون ذنبه اثقل من الارضين و السموات كما ورد في الاخبار من ان
بعض الذنوب من الكبائر اثقل من العرش و ما تحته كما ان بعض الطاعات كذلك فيكون قد
اطمعه 6 في قبول التوبة، فلما رأى عظن ذنبه اعرض عنه.
الثاني انه
7 انما منّاه بالتوبة لظنه ان ذنبه و جرحه (مه) من حقوق اللّه سبحانه
فلما أظهره كان من حقوق الناس فلم يكن له 6 يد على قبول توبته
حتى قبلها اللّه سبحانه، الثالث انه تهديد و سياسة للامة حتى لا يقدموا على مثل
هذه العظائم من الذنوب كما كان دأبه 6 فأنه قد امر باحراق
البيوت على من لم يحضر صلاة الجماعة معه مع انها سنة و تطوّع و امثال هذه الحكايات
و الاخبار كثيرة لا نطوّل الكتاب بذكرها و كفى به قوله 6 من
عشق فعفّ فمات دخل الجنة، و سيأتي لهذا مزيد بيان في نور العاشقين ان شاء اللّه
تعالى.
نور في سلسلة
النبوة و الوصاية
روى الصدوق عن
الصادق 7 قال قال رسول اللّه 6 انا سيد النبيين و
وصيي سيد الوصيين و اوصياؤه سادة الاوصاء، ان آدم 7 سأل اللّه عز و جل
ان يجعل له وليا صالحا، فأوحى اللّه تعالى اني اكرمت الانبياء بالنبوة ثم اخترت
خلقا فجعلت خيارهم الاوصياء، فأوحى اللّه تعالى ذكره اليه يا آدم اوص الى شيث و هو
هبة اللّه بن آدم و أوصى شيث الى ابنه شبان بالشين المثلثة و الباء الموحدة و هو
ابن نزلة الحوراء التي انزلها اللّه تعالى على آدم من الجنة فزوجها ابنه شيثا، و
اوصى شبان الى محلث بالحاء المهملة و الثاء المثلثة، و اوصى محلث الى محوق بالحاء
المهملة و القاف، و اوصى محوق الى عثميا بالثاء المثلثة و الياء المثناة بعد
الميم، اوصى عثميا على اخنوخ و هو ادريس النبي 7 و اوصى ادريس الى ناخور
بالنون و الخاء المعجمة، و دفعها ناخور الى نوح 7 و اوصى نوح الى سام،
و اوصى سام الى عثامر بالعين المهملة و الثاء المثلثة و الراء اخيرا و اوصى عثامر
الى برغيثاشا بالغين المعجمة بعدها ياء تحتانية و بعد الياء ثاء مثلثة و آخر
الحروف الف قبلها شين مثلثة، و اوصى برغيثاشا الى يافث و اوصى يافث الى برة و اوصى
برة الى جفشية بالجيم و الفاء و الشين المعجمة بعدها ياء تحتانية، و اوصى جفشية
الى عمران و دفعها عمران الى ابراهيم الخليل 7.
و اوصى ابراهيم
7 الى ابنه اسماعيل 7 و اوصى اسماعيل 7 الى
اسحاق و اوصى اسحاق الى يعقوب و اوصى يعقوب الى يوسف و اوصى يوسف الى بثريا (برثيا
ظ) بالباء الموحدة و الثاء المثلثة و اوصى بثريا (برثيا ظ) الى شعيب و دفعها
الشعيب الى موسى بن عمران و اوصى موسى بن عمران 7 الى يوشع بن نون، و
اوصى يوشع بن نون الى داود و اوصى داود الى