و هو يسبح اللّه عز و
جل بتسبيح لا يشبه نوع منه صاحبه، اقول واحد منها فسر البحر المسجور أي الممتلئ
ماء او حرارة او غضبا على اهل المعاصي.
نور يكشف عن
مكان الجنة و النار الاخرويتان
اعلم ان الامامية
رضوان اللّه عليهم قد اجمعوا استنادا الى ظاهر الآيات و الاخبار المتواترة على كون
الجنة و النار مخلوقتين الان[1] و قصة آدم
و حوا و اسكانهما الجنة و اخراجهما عنها و قوله تعالى أُعِدَّتْ
لِلْمُتَّقِينَ و أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ* و غير ذلك من الآيات
شواهد صدق عليه.
و ام جمهور
مخالفينا فذهب الاشاعرة و ابو علي الجبائي و بشر بن المعتمر و ابو الحسين البصري
من المعتزلة الى انهما مخلوقتان الان كما قلنا، و انكره اكثر المعتزلة كابي هاشم و
عبد الجبار و عباد الصمري و ضرار بن عمرو تعويلا على العقل و النقل اما الاول
فمبناه على امتناع الخرق و الالتيام على الافلاك و هو اضعف من غزل العنكبوت و اما
الثاني فقوله تعالى عَرْضُهَا السَّماواتُ و الارض و هذا يقتضي
ان لا يوجد الا بعد فناء السموات و الارض في القيامة و الجواب عن هذا قد روى عن
الرضا 7 و ذلك انه قد سأل عن هذا بان عرضها اذا كان كعرض السموات و
الارض فالان اين تكون فقال 7 انها ليست في السموات و لا في الارض و لكن
فوق السموات و سقفها العرش فعلى هذا يكون ارضها محدّب الكرسي، فتكون تحت العرش و
فوق الكرسي و قد دخلها النبي 6 ليلة المعراج و اكل منها
تفاحة، و لما أتى منزله قارب خديجة فحملت بفاطمة فكانت النطفة من تلك التفاحة و
منها كان حمرة وجوه الائمة عليهم السّلام و كان النبي 6 اذا
اراد ان يشمّ رائحة الجنة و تفاحها أتى الى فاطمة و شمها و قبلها، و من ثم حسدتها عائشة
على هذا المعنى و اضمرت لها عداوتها و عداوة زوجها و اولادها و لما مضى النبي 6 اظهرت نار نفاقها فجهزت العساكر و جمعت الجموع حتى خذلت و غلبت و
ظفر اللّه المسلمين على عساكرها كما سمعت.
[1] و خالف عن الامامية في هذا الاعتقاد سيدنا الاعظم السيد
الشريف الرضي جامع نهج البلاغة المتوفى سنة( 406) ه قال في الجزء الخامس من كتابه
حقائق التاويل في متشابه التنزيل ما هذا لفظه( فصل في ذكر الجنة و النار هل هما
مخلوقتان الان ام تخلقان بعد فناء العباد و قد اختلف العلماء في ذلك فمنهم من قال
هما الان مخلوقتان و قال بعضهم: ان الجنة خاصة مخلوقة و الصحيح انهما تخلقان بعد
الخ ص 245 ط نجف و الى هذا القول مال اخيه رئيس المذهب السيد الشريف المرتضى علم
الهدى قدس سره و لكن القول الحق مال اخيه رئيس المذهب السيد الشريف المرتضى علم
الهدى قدس سره و لكن القول الحق هو ما ذهب اليه المصنف ره.