ذكر أحمد بن عاصم الأنطاكي رحمة اللّه عليه:
كان رحمه اللّه من قدماء المشايخ، و كبار الأولياء، و كان عالما بأنواع العلوم
الظاهرة و الباطنة، و صاحب مجاهدة، و رزق رزقا حسنا و عمرا طويلا، و صادق تبع
التابعين.
و كان مريدا للمحاسبي رحمه اللّه، و أدرك صحبة بشر الحافي، و السريّ
السقطي، و فضيل بن عياض، و أبي سليمان الداراني.
و قد سمّي جاسوس القلوب لحدّة فراسته.
و له كلمات عالية، و إشارات بديعة حتى قيل له: أنت مشتاق للّه تعالى؟
قال: لا. قيل: لم؟ قال: لأن الاشتياق إنّما يكون للغائب، و إذا كان
حاضرا فلا مجال للشوق و الاشتياق.
سئل عن المعرفة، فقال: المعرفة ثلاث درجات: الأولى إثبات الوحدانية
للّه تعالى، و الثانية تجريد القلب عمّا سوى اللّه تعالى، و الثالثة لا يمكن
التعبير عنها: وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ
نُورٍ [النور: 40].
و سئل عن علامة المحبّة، قال: التفكّر الدائم مع العبادة، و النّظر
الكثير، و الصمت الطويل. لا يحصل حزن عند المصيبة، و لا فرح عند الأماني، و عدم
[1] -الجرح و التعديل 2/ 66، الثقات لابن حبّان 8/ 20،
طبقات الصوفية 137، حلية الأولياء 9/ 280، الرسالة القشيرية 68، مناقب الأبرار
324، صفة الصفوة 4/ 277، المختار من مناقب الأخيار 1/ 302، مختصر تاريخ دمشق 3/
127، سير أعلام النبلاء 10/ 487، 11/ 409، ميزان الاعتدال 1/ 106، البداية و
النهاية 10/ 318، طبقات الأولياء 46، نفحات الأنس 95، 140، الطبقات الكبرى
للشعراني 1/ 83، الكواكب الدرية 1/ 530.
نام کتاب : تذكرة الأولياء عطار نيشابوري (معرب) نویسنده : اصيلي وسطائي، محمد جلد : 1 صفحه : 424