پىنوشت:
مِنَ الْوَالِدِ الْفَانِ (1) الْمُقِرِّ لِلزَّمَانِ (2) الْمُدْبِرِ الْعُمُرِ (3) الْمُسْتَسْلِمِ لِلدُّنْيَا (4) السَّاكِنِ مَسَاكِنَ الْمَوْتَى وَ الظَّاعِنِ عَنْهَا غَداً (5) إِلَى الْمَوْلُودِ الْمُؤَمِّلِ مَا لَا يُدْرِكُ (6) السَّالِكِ سَبِيلَ مَنْ قَدْ هَلَكَ (7) غَرَضِ الْأَسْقَامِ (8) وَ رَهِينَةِ الْأَيَّامِ (9) وَ رَمِيَّةِ الْمَصَائِبِ (10) وَ عَبْدِ الدُّنْيَا (11) وَ تَاجِرِ الْغُرُورِ (12) وَ غَرِيمِ الْمَنَايَا (13) وَ أَسِيرِ الْمَوْتِ (14) وَ حَلِيفِ الْهُمُومِ (15) وَ قَرِينِ الْأَحْزَانِ (16) وَ نُصُبِ الْآفَاتِ (17) وَ صَرِيعِ الشَّهَوَاتِ (18) وَ خَلِيفَةِ الْأَمْوَاتِ (19).
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ فِيمَا تَبَيَّنْتُ مِنْ إِدْبَارِ الدُّنْيَا عَنِّي وَ جُمُوحِ الدَّهْرِ عَلَيَّ (20) وَ إِقْبَالِ الْآخِرَةِ إِلَيَّ (21) مَا يَزَعُنِي عَنْ ذِكْرِ مَنْ سِوَايَ (22) وَ الِاهْتِمَامِ بِمَا وَرَائِي (23) غَيْرَ أَنِّي حَيْثُ تَفَرَّدَ بِي دُونَ هُمُومِ النَّاسِ هَمُّ نَفْسِي (24) فَصَدَفَنِي رَأْيِي وَ صَرَفَنِي عَنْ هَوَايَ (25) وَ صَرَّحَ لِي مَحْضُ أَمْرِي (26) فَأَفْضَى بِي إِلَى جِدٍّ لَا يَكُونُ فِيهِ لَعِبٌ (27) وَ صِدْقٍ لَا يَشُوبُهُ كَذِبٌ (28) وَ وَجَدْتُكَ بَعْضِي (29) بَلْ وَجَدْتُكَ كُلِّي (30) حَتَّى كَأَنَّ شَيْئاً لَوْ أَصَابَكَ أَصَابَنِي (31) وَ كَأَنَّ الْمَوْتَ لَوْ أَتَاكَ أَتَانِي (32) فَعَنَانِي مِنْ أَمْرِكَ مَا يَعْنِينِي مِنْ أَمْرِ نَفْسِي (33) فَكَتَبْتُ إِلَيْكَ كِتَابِي (34) مُسْتَظْهِراً بِهِ إِنْ أَنَا بَقِيتُ لَكَ أَوْ فَنِيتُ (35).
فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ أَيْ بُنَيَّ وَ لُزُومِ أَمْرِهِ (36) وَ عِمَارَةِ قَلْبِكَ بِذِكْرِهِ (37) وَ الِاعْتِصَامِ بِحَبْلِهِ (38) وَ أَيُّ سَبَبٍ أَوْثَقُ مِنْ سَبَبٍ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ إِنْ أَنْتَ أَخَذْتَ بِهِ (39) أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ (40) وَ أَمِتْهُ بِالزَّهَادَةِ (41) وَ قَوِّهِ بِالْيَقِينِ (42) وَ نَوِّرْهُ بِالْحِكْمَةِ (43) وَ ذَلِّلْهُ بِذِكْرِ الْمَوْتِ (44) وَ قَرِّرْهُ بِالْفَنَاءِ (45) وَ بَصِّرْهُ