إنّ الذي بالعقل بالفعل انتُقي‌

فهو لعالَم المعقول مُرتقي‌

منه يصير عالماً عقلياً

به يضاهي عالماً عينياً

وهيئة الوجود بالشراشر

تزينُه كالأوّل في الآخر

كوناً أشدّية أضعفيّةً

خالَفَ والماهيةُ الماهيّة

فالعالم الأكبر كان حاوياً

كأنّ غداً كلٌ‌له مرائياً

ملتحقٌ بمُثل نوريّة

واجدةٌ لسنخها عريّة

من الهيولى وعوارض تحفّ‌

بها كعنواناتها لكن تصف‌

ذي بالصرافة بشرط التعرية

في تلك من غير معرّ تنحية

مشاهد من بعده كلَّ البَها

بها يحيط من إليه المنتهى‌

ينسيه نفسه اتصال النور

كحالة في عالم الغرور

إذ للصياصي أهله بالأنفس‌

يُؤمي وناسي الله نفسه نسي‌

يعلم بالحضور بالشي‌ء وفئ‌

إذ كان فصل الشي‌ء من شي‌ء بشي‌ء

وماله تكثّر قد حصلا

ففيه ما سواه قد تخلّلا