responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 296

السفر الأوّل وخصائصه‌

قبل أن يشرع الإنسان في ذلك السفر

الطويل إلى خالقه فإنّه يكون شديد الأُنس والعلوق بالكثرة حيث تشكّل حجاباً يمنعه من رؤية الوحدة فلا يرى الأشياء إلّا من منظار الكثرة حيث لا يجد فيها لوناً ولا طعماً ولا رائحة للوحدة، فإذا ما سار بقَدم الإخلاص الراسخة تلقاء ربّه وجَدَّ السير في سَفَره الأوّل راحت الوحدة تتألّق وتتلألأ بينما تأخذ الكثرة في الاضمحلال والتلاشي حتى تسدّ الوحدة كلّ منفذ للكثرة ولينعم ذلك المسافر- بمنٍّ من الله- بالوحدة حضوراً لا حصولًا، وهذا هو الفناء الذي تُشدُّ إليه الرحال، ولعلّنا أشرنا سابقاً إلى أنّ الفناء ليس معناه العدم، وإنّما هو عدم الالتفات إلى الذات وصفاتها وأفعالها، فالإنسان في هذا المقام الذي يصل إليه في نهاية هذا السفر لا يشاهد ذاته ولا صفاته ولا أفعاله مع أنّ هذه موجودة جميعاً. فمَن أفنى ذاته في ذات خالقه لا يرى ذاتاً تستحقّ الالتفات إلّا ذاته تعالى وكذلك بالنسبة للأفعال حيث‌

لا يرى الفاني إلّا فعل الله عزّوجلّ.

أما الخصائص التي يمكن أن تُذكر لهذا السفر فهي التالية:

1 التناهي، لأنّ مبدأ هذا السفر هو الخلقُ والخلقُ متناهٍ ومحدود.

2 الكثرة فيه محجوبةٌ بعد أن كانت قبلُ حاجبةً.

3 الفناء في الله تعالى فلا يرى المسافر في الوجود إلّا هو عزّوجلّ.

4 صدور بعض الشطحات من بعض المسافرين التي لا تناسب مقام العبودية، «فيُحكم بكفره ويقام عليه حدّه، فإن تداركته العناية

نام کتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست