نام کتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي نویسنده : الحيدري، السيد كمال جلد : 1 صفحه : 184
وقد ساق الحكيم محمد تقي الآملي (رحمه الله)
وجوهاً ستّة تقريراً لهذا الوجه، إليك واحداً منها:
«إنّا يمكننا أن نحكم على شيء بأحكام المحسوسات والموهومات
والمعقولات بأن نقول مثلًا: الذي له لون كذا له طعم كذا، أو الذي له صوت كذا له
رائحة كذا، والحاكم بين الشيئين لابدّ أن يدركهما، والمصدّق لابدّ له من تصوّر
الطرفين فلابدّ لنا من قوّة واحدة تدرك كلّ المحسوسات الظاهرة حتى يمكننا الحكم
بأنّ هذا اللون هو لهذا المطعوم»[1].
الثاني: هذا الوجه وجداني جدّاً؛ لأنّ الإنسان يجد نفسه واحداً
شخصياً لا متعدداً، ومن المعلوم أنّ الأمور الوجدانية لا يمكن نقلها إلى الآخرين
إلّا من خلال العلم الحصولي، كما أنّ ما يراه العارف شهوداً فإنّ نقله للآخرين
إنما يكون عبر قناة العلم الحصولي كإقامة
البرهان إن أمكن. فإنّنا عندما نقول: أكلتُ وشربتُ ونمتُ ورأيتُ
وأدركتُ فإنّ هذه التاء التي هي ضمير متّصل مبني على الضمّ في محلّ رفع فاعل
مصداقها شيء واحد وهو ما نعبّر عنه ب» أنا» وهو ذاتنا ونفسنا.
دفع إشكال
في الحقيقة ليس هذا دفعاً للإشكال وإنما هو إمعان في الدفع، إذ ما
تقدّم كافٍ لمن أخذت الفطانة بيده، فلو راوَد البعض أنّ هذه الإدراكات والأفاعيل
إنّما تنسب إلى القوى حقيقة أي نسبة الشيء إلى
[1] - درر الفوائد: ج 2، ص 386، ط: مؤسسة دار التفسير
للطباعة والنشر.
نام کتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي نویسنده : الحيدري، السيد كمال جلد : 1 صفحه : 184