نام کتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي نویسنده : الحيدري، السيد كمال جلد : 1 صفحه : 131
إذا تجاوزتها إلى مرتبة أخرى أشرف وأرقى
استغنت عنها. فالثمرة مثلًا في مرحلة من مراحل نموّها تحتاج إلى القشرة لكنّها
سرعان ما تستغني عنها لتكون أمراً زائداً عليها لا تحتاجها في شيء.
فالنفس الإنسانية حقيقة واحدة ذات مراتب، في إحدى مراتبها تحتاج إلى
المادّة في مقام إنجاز أعمالها.
ومن الملاحَظ ونحن نتحدّث عن التجرّد أنّ محور الأدلّة عليه سوى
الثامن منها كان العلم والإدراك، فالعلم يفتح نافذة واسعة على الرحاب الواسعة
للملكوت الذي هو باطن هذا العالم، وهذا ما استرعى اهتمام الحكمة المتعالية وجعلها
تذهب إلى أنّ العلم مساوق للتجرّد، وبما أنّ العلم نحو من الوجود والوجود مشكّك
فالعلم كذلك، وبما أنّ العلم يساوق التجرّد فالتجرّد
مشكّك كذلك، فمن العلم ما هو غني كعلم الواجب تعالى، ومنه ما هو
مجرّد تجرّداً عقلانياً وآخر برزخياً. والذي أفرز مثل هذا الرأي هو الأصول التي
اعتمدتها هذه المدرسة حيث راحت تبني عليه كثيراً من المسائل التي كان لها الأثر
الكبير في التبشير بمدرسة تسعى لأخذ مكانها بكل جدارة وثبات بين المدارس، وهذه
الأصول هي:
القول بأصالة الوجود.
القول بالتشكيك في الوجود.
القول بالحركة الجوهرية.
القول باتّحاد العاقل والمعقول.
ومن جملة ما أفرزته هذه الأصول ما نحن فيه وهو مسألة حقيقة
نام کتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي نویسنده : الحيدري، السيد كمال جلد : 1 صفحه : 131