responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 87

شيئا، حيث عارض القدر و نازع القادر، و قد قال تعالى: إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ [هود: 107] وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ‌ [الأنعام: 112]، وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ‌ [يونس: 99]، و في بعض الأخبار: «يقول اللّه تبارك و تعالى: من لم يرض بقضائي و لم يصبر على بلائي فليخرج من تحت سمائي، و ليتّخذ ربّا سواي‌[1]». و قال عبد اللّه بن مسعود و ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما: لأن ألحس جمرة أحرقت ما أحرقت و أبقت ما أبقت أحب إلي من أن أقول لشي‌ء كان ليته لم يكن، أو لشي‌ء لم يكن ليته كان. و قال أبو عثمان رضي اللّه تعالى عنه: منذ أربعين سنة ما أقامني اللّه تعالى في حال فكرهته و لا نقلني إلي غيره فسخطته. و قال شيخ شيوخنا سيدي علي رضي اللّه تعالى عنه في كتابه: من عرف أهل حقائق الظاهر، و لم ينكر عليهم شيئا من أحوالهم يظفر بما في أيديهم و لا يمنع خيرهم قطعا، و من عرف أهل حقائق الباطن، و لم ينكر عليهم شيئا من أحوالهم يظفر بما في أيديهم على كل حال لا يمنع خيرهم قطعا. و العارف باللّه يجمع بين خير الفرقتين يصطحب معهما جميعا، و كل فرقة يتلون على لونها، كشيخ شيوخنا رضي اللّه عنهم سيدي أحمد اليماني نفعنا اللّه به كان رضي اللّه تعالى عنه ممن لا ينكر حالا من أحوال الخلق، أهل الظاهر يتلمذهم في ظواهرهم و يدفعهم إليها و يقرهم فيها، و أهل البواطن يتلمذهم في بواطنهم و يدفعهم إليها و يقرهم فيها، فحصل له خير الفرقتين بما رزقه اللّه من المعرفة و الحكمة، قيل: إن الولي الكامل يتطور بجميع الأطوار يقضي جميع الأوطار انتهى. قلت: و من تأمل الأحاديث النبوية وجدها على هذا المنوال، لأن النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم كان سيد العارفين و قدوة المربين، فكان يقر الناس على ما أقامهم اللّه في حكمتهم و يرغبهم فيها، فلذلك تجد الأحاديث متعارضة و لا تعارض في الحقيقة،


[1] - رواه الطبراني في الكبير( 22/ 320)، و البيهقي في الشعب( 1/ 218).

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست