نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 608
و غير ذلك من أوصاف البشرية التي سترت سر
الخصوصية، و بهذا احتجب بعض المستشرفين على الفناء في الذات، فرجعوا من حيث جاءوا،
و اللّه قاهر فوق عباده: وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ
[الأنعام: 18]، فهذه سرادقات العز التي احتجب الحق تعالى بها، فإن العزيز هو الذي
لا يترقى إليه و هم طمعا في تقديره، و لا يسمو إلى صمدانيته فهم قصدا إلى تصويره.
و قيل العزيز: من ضلت العقول في بحار عظمته، و حارت الألباب في إدراك نعمته، و كلت
الألسن عن استيفاء مدح جلاله، و وصف جماله، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله
و سلم: «لا أحصي ثناء عليك أنت، كما أثنيت على نفسك» انتهى.
429- يا من تجلّى بكمال بهائه.
أي حسنه و جماله.
430- فحققت عظمته الأسرار.
أي أسرار العارفين، فدام سرورهم و حبورهم إلى يوم الدين، ثم تتصل
نضرتهم بنظرتهم إلى رب العالمين، و أنشدوا:
سروري
بكم أضحى يجلّ عن الوصف
و
قربى منكم بالمودّة و العطف
و
أنتم معى حيث استقلّ بى الهوى
فلى
بكم شغل عن الدّاني و الإلف
سويداء
قلبي أصبحت حرما لكم
تطوف
بها الأسرار من عالم اللّطف
رسائل
ما بين المحبّين أصبحت
تجلّ
عن التّعريف و الرّسم و العرف
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 608