responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 606

425- يا من استوى برحمانيته على عرشه فصار العرش غيبا في رحمانيته كما صارت العوالم غيبا في عرشه.

قلت: أشار إلى تفسير قوله تعالى: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‌ [طه: 5].

و قوله تعالى: ثُمَّ اسْتَوى‌ عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ‌ [الفرقان: 59]. فذكر أن استواء الحق تعالى على العرش إنما هو برحمانيته، فهو مغمور في رحمانية الحق حتى صار غيبا في رحمانيته، إذ لا نسبة له معها، و رحمانية الحق تعالى وصف قائم بذاته، و الصفة لازمة للموصوف، فإذا غاب العرش و انطوى وجوده في رحمانية الحق غابت العوالم أيضا في رحمانيته، لأنها غابت في وجود العرش، فلما انطوى وجود العرش في عظمة الحق و رحمانيته انطوى وجود العوالم كلها، لأنها في جوف العرش كحلقة في الأرض و هو محيط بها كما أحاطت الرحمانية بالعرش كحلقة في الأرض و هو محيط بها كما أحاطت الرحمانية بالعرش فلا نسبة له معها. ثم فسر ذلك فقال:

426- محقت الآثار بالآثار.

فالآثار الأولى هي العوالم، و الآثار الثانية هو العرش، فقد امتحقت الأكوان كلها في عظمة العرش حتى صارت كالعدم.

427- و محوت الأغيار بمحيطات أفلاك الأنوار.

قلت: المراد بالأغيار هو العرش و ما احتوى عليه من الآثار. أو تقول: هو كل ما دخل عالم التكوين من العرش إلى الفرش؛ أو ما فرض وجوده خارجا عن العرش. و أفلاك الأنوار: هي أنوار الذات و الصفات، فإذا امتحقت الأغيار و هي الآثار بأنوار عظمة الذات بقيت الأنوار، و انفرد بالوجود الواحد القهار، فأنوار الصفات هي أنوار الذات، و أنوار الذات هي أنوار الصفات، و اللّه‌

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 606
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست