نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 538
الثاني و هو مقام الخواص فقال:
321- و فرح بالمنن من حيث إنه شهدها منة ممن أرسلها و نعمة ممن
أوصلها.
قلت: و يستفيد أيضا إقبال من أرسلها عليه و ذكره بها. أوحى اللّه
تعالى إلى سيدنا موسى 7: يا موسى اعلم أنني إذا أعطيتك تمرة مسوسة فأني
قد ذكرتك بها، فاشكرني عليها فإنه لا يعطيكها غيري، انتهى. فتكون تلك النعمة سببا
يجره إلى محبة المنعم فيترقى إلى الدرجة الثالثة. ثم ذكر شاهد هذا القسم من القرآن
فقال:
قلت: يعني فيكون فرحه بفضل اللّه و هو الإيمان و رحمته و هو القرآن و
غير ذلك، هو أي: فضل اللّه و رحمته، (خير مما يجمعون) من حطام الدنيا و شهواتها
الغرارة، و أنشدوا:
طلق
الدنيا ثلاثا
و
التمس زوجا سواها
تب
إلى ربك منها
و
احترس قبل أذاها
إنها
زوجة سوء
لا
تبالي من أتاها
إنه
نفسك عن ال
غي
و جانب هواها
قيل: إن بعض العباد أراد إبليس فتنته فجاءه من باب الرغبة في الدنيا
فوجده قد سده بالزهد و القناعة، فجاءه من باب الشهرة فوجده قد سده بدوام الحزن و
الكآبة، فجاءه من باب الغضب و الحدة، فوجده قد سده بالتواضع و الاستكانة، فصاح و
قال: هذا عبد قد تحصن منى فليس لي عليه سبيل. و في
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 538