responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 521

قلت: كل من لم يفن عن دائرة حسه و لم يغب عن شهود نفسه بشهود ربه، لا يطمع أن يتحرر من رق إحسان الخلق، إما اعتقادا أو استنادا، و لو جاهد نفسه في مراعاة التوحيد فلا بد من الطبع أن يسرق، بخلاف من تحقق بالزوال و غرق في بحر الوحدة فلا يسرقه شي‌ء، و على تقدير غفلته فيكون سريع الانتباه.

ثم بين حال الفريقين في نظر الإحسان من المخلوقين فقال:

291- إما اعتقادا فشرك جليّ.

أي: لا خفاء في أن من نسب الفعل لغير اللّه استقلالا أنه كافر خارج عن الإيمان و إن كان ظاهره متوسما بوظائف الشريعة لأن من اعتقد خالقا أو رازقا مع اللّه استقلالا فهو كافر بالإجماع. ثم ذكر الثاني بقوله:

292- و إما استنادا فشرك خفيّ.

قلت: الاستناد هو الميل الخفي بحيث إذا قلت له: من الذي رزقك يقول اللّه، لكن الغالب أن قلبه يسبق إلى رؤية الخلق قبل رؤية الخالق، و ربما يقول بلسان الحال أو المقال لو لا الذي جاء من قبله ما كان، و لو لا الأسباب ما كانت المسببات، فوقوفه مع ارتباط الأسباب دون النفوذ إلى مسبب الأسباب هو شركه الخفي. و لو نبذ الأسباب و نفذت بصيرته إلى شهود مسبب الأسباب لتبرأ من الشرك الجلي و الخفي، و لتحلى بمقام الإخلاص الكامل الوفي، و إليه أشار بقوله:

293- و صاحب حقيقة غاب عن الخلق بشهود الملك الحقّ، و فني عن الأسباب بشهود مسبّب الأسباب.

قلت: الحقيقة هي شهود نور الحق في مظاهر الخلق، أو شهود نور الربوبية في قوالب العبودية، فصاحب الحقيقة هو الذي يغيب عن الخلق بشهود نور

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 521
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست