responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 495

المذكور و بهائه، أو في حسن ثوابه و جزائه. فتحصل أن وجود الذكر في الظاهر ناشئ، إما عن شهود في الباطن و هو حال المريدين أو العارفين، أو ناشي‌ء عن فكرة، و هو حال الطالبين للجزاء، فإن الناس في الذكر على ثلاثة أقسام: قسم يطلبون الأجور، و قسم يطلبون الحضور، و قسم و صلوا و رفعوا الستور. ثم بيّن وجه كون ذكر الظاهر ناشئا عن شهود الباطن فقال:

257- أشهدك من قبل أن استشهدك، فنطقت بالوهيّته الظواهر، و تحققت بأحديّته القلوب و السّرائر.

قلت: الروح في أصل ظهورها في غاية الطهارة و الصفاء، فحين أبرزها اللّه تعالى في عالم الذر كانت عالمة داركة، فأشهدها اللّه تعالى عظمته و جلاله و بهاءه و كمال وحدانيته فقال لها حينئذ: أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى‌ [الأعراف: 172]، فكلها أقرت بالربوبية، فلما ركبها في هذا القالب، فمنها من أقرت بذلك العهد، و منها من جهلت و أنكرت، فقد أشهدك الحق تعالى حين كنت في عالم الأرواح ربوبيته و وحدانيته، فعلمتها و حققتها من قبل أن يستشهدك: أي يطلب منك تلك الشهادة، فحين طلبها منك وجد روحك عالمة، فنطقت بإلهيته التي عرفتها في عالم الذر ألسنة الظواهر، و تحققت بأحديته التي شهدتها قبل التركيب القلوب و السرائر، فكل ما ظهر من الإقرار بالربوبية في عالم الشهادة فهو فرع الإشهاد المتقدم في عالم الغيب، و كل ما ظهر من التحقق بالأحدية للقلوب فهو فرع العلم السابق في علم الغيوب، فالواجب على العبد أن يكون جامعا بين إقرار الظاهر و توحيد الباطن، فالأول فرق، و الثاني جمع، و إلى هذا المعنى أشار الجنيد رضي اللّه تعالى عنه بقوله:

قد تحققت بسري‌

حين ناجاك لساني‌

فاجتمعنا لمعان‌

و افترقنا لمعان‌

إن يكن غيّبك التعظ

يم عن لحظ عياني‌

فلقد صيّرك الوج

د من الأحشاء داني‌

ثم بيّن كرامات الذكر المتقدم فقال:

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 495
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست