responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 473

محبوبه، و أيضا فطالب العوض إنما هو بائع يريد أن يعطي لينال، و المحب مقتول في محبة سيده لا يعرّج على سوى مرضاته، و في معنى ذلك قيل:

بني الحبّ على الجور فلو

أنصف المحبوب فيه لسمح‌

ليس يستحسن في حكم الهوى‌

عاشق يطلب تأليف الجمح‌

و مما لا يستحسن أيضا في حكم المحبة و الهوى إظهار الحزن أو الكآبة من أجل الجفاء من المحبوب، أو الشكوى بذلك، بل الواجب هو التجلد و التصبر على جفاء المحبوب حتى يظفر بالمطلوب، و في ذلك قيل:

إن شكوت الهوى فما أنت منّا

احمل الصدّ و الجفا يا معنّى‌

تدّعي مذهب الهوى ثم تشكو

أىّ دعواك في الهوى قل لي أينا؟

لو وجدناك صابرا لهوانا

لاعطيناك كل ما تتمنّى‌

و قال آخر:

الحبّ ديني فلا أبغي به بدلا

و الحسن ملك مطاع جار أم عدلا

و النفس عزّت و لكن فيك أبذلها

و الذلّ مر و لكن في رضاك حلا

يا من عذابي عذب في محبّته‌

لا أشتكي منك لا صدّا و لا مللا

و إن شئت قلت: المحبة هي أخذ الرب بقلب العبد بحيث لا يلتفت إلى غيره، أو أخذ جمال المحبوب بمحبة القلب حتى لا يجد مساغا للالتفات لسوى المحبوب، فمتى وقع الالتفات نقص الحب على قدره. قال بعض الناس لامرأة: إني أحبك، فقالت: و كيف و خلفك من هو خير مني؟ فالتفت فقالت: قبحك اللّه من محب تدعى المحبة و تلتفت للغير، و كذلك العبد إذا ادعى محبة سيده ثم أحب شيئا، أو استحسن شيئا من السوى، أو اشتكى شيئا أو خاف شيئا سوى محبوبه، فهو ناقص المحبة أو مدعيها، و من ادعى ما ليس فيه فضحته شواهد الامتحان، ثم علل الشيخ كون المحبة على العوض مدخولة فقال: [فإنّ المحبّ من يبذل لك، ليس المحبّ من تبذل له‌]. قلت: المحب في الشئ هو الذي يبذل نفسه فيه و فلسه، و يزهد في جنسه من أجله و لا يصح ذلك على التمام، إلا في جانب الذي أسبغ عليك سوابغ الإنعام،

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 473
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست