responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 350

تكفر ذنبك بذبح ولدك لأنك دعوت على العصاة فهلكوا، فلما شمر لذلك و أخذ السكين بيده قال: اللهم هذا ولدي و ثمرة فؤادي و أحب الناس إلي، فسمع هاتفا يقول: أما تذكر الليلة التي سألتني إهلاك عبادي، أو ما تعلم أني رحيم بعبادي كما أنت شفيق بولدك، فإذا سألتني إهلاك عبادي سألتك ذبح ولدك واحدا بواحد، و البادي أظلم انتهى. و لما كان الاطلاع على أسرار العباد قد يدرك بكثرة الطاعات و الاجتهاد، فقد تقصد النفس بالطاعة هذا الحظ الدني‌ء، و هو مرض خفي، نبه عليه الشيخ بقوله:

159- حظّ النفس في المعصية ظاهر جليّ، و حظّها في الطاعة باطن خفيّ، و مداواة ما خفي صعب علاجه.

قلت: حظ النفس في المعصية هي متعة البشرية الظاهرة، كلذة الأكل و الشرب و النكاح و سماع اللهو، و غير ذلك مما هو من أذواق الحس التي هي محرمة، و حظها في الطاعة هو طلب الكرامات، و خوارق العادات، و الاطلاع على المغيبات، و كحب الخصوصية و المنزلة عند الناس، و مداواة هذا المرض الخفي أصعب من مداواة الأول الجلي، لأن مداواة المرض الحسي الخفي أصعب من مداواة الجلي، فكذلك المعنوي الباطني ما كان جليّا متعلقا بالنفس أصعب مما كان خفيّا متعلقا بالروح. فالأول يمكن دواؤه بالعزلة و الفرار من مواطن الأشرار و بصحبة الأخيار و بكثرة الطاعة و الأذكار، بخلاف الثاني، فلا تزيده الطاعة إلا كثرة و قوة، إذ بها صارت تطلب حظها، فلا يداويها من هذا إلا خوف مزعج أو شوق مقلق، أو ولي عارف محقق يصحبه بالمحبة و التصديق. قال بعضهم: من عسرت عليه نفسه، فليسلمها إلى شيخ التربية، قال تعالى: وَ إِنْ تَعاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى‌ [الطلاق: 6]، و إن عسرت عليكم أنفسكم فسترضع له نفسه نفس أخرى حتى يكمل أوان فطامها، فإن لم يكن واحد من هذه مات و هو سقيم، و لم يلق اللّه بقلب سليم، فالواجب على العبد اتهام نفسه و مراقبة قلبه، فإذا استحلت النفس شيئا من الطاعات و ألفته أخرجها إلى غيرها و لو كانت مفضولة في ظاهر أمرها، و سيأتي للشيخ: إذا التبس عليك أمران انظر أثقلهما على النفس، فإنه لا يثقل عليها إلا ما كان حقّا.

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست