نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 287
يلحقك بهؤلاء السادات هيأك لأنواع الطاعات،
و خلق فيك القوة على فعل الخيرات، ثم نسب إليك ذلك الفعل فقال: يا عبدي فعلت كذا و
كذا من الخير فأنا أجازيك عليه، ادخل الجنة برحمتي و ترق إلى مقامك بعملك، فمقامك
حيث انتهى عملك. قال تعالى: كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَ
هَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَ ما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً
[الإسراء: 20]، انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى
بَعْضٍ وَ لَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَ أَكْبَرُ تَفْضِيلًا
[الإسراء: 21]، و قال تعالى: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما
كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [النحل: 32]. ثم ينبغي لك أيها الإنسان أن
تتأدب مع الملك الديان، فلا تنسب إليه النقص و العصيان و إنما أغوتك نفسك و
الشيطان، قال تعالى: فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ
الدُّنْيا وَ لا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ
[لقمان: 33]، أي الشيطان، فما كان من الكمال فانسبه إلى الكبير المتعال، و ما كان
من النقصان فامسحه في منديل النفس و الشيطان.
قال سهل بن عبد اللّه رضي اللّه تعالى عنه: إذا عمل العبد حسنة و قال
يا رب بفضلك استعملت و أنت أعنت و أنت سهلت شكر اللّه ذلك له، و قال: يا عبدي بل
أنت أطعت و أنت تقربت، و إذا نظر إلى نفسه، و قال أنا عملت، و أنا أطعت، و أنا
تقربت أعرض اللّه عنه، و قال له: يا عبدي أنا وفقت و أنا أعنت و أنا سهلت، و إذا
عمل سيئة و قال: يا رب أنت قدرت و أنت قضيت و أنت حكمت غضب المولى جلت قدرته عليه،
و قال: يا عبدي بل أنت أسأت، و أنت جهلت، و أنت عصيت، و إذا قال: يا رب أنا ظلمت و
أنا أسأت و أنا جهلت أقبل المولى جلت قدرته عليه، و قال: يا عبدي أنا قضيت و أنا
قدرت و قد غفرت و قد حلمت و قد سترت انتهى.
ثم إن هذه النسبة التي نسب اللّه لعبده بما خلق فيه بها يستحق المدح
و الذم، فإذا خلق فيه الطاعة و نسبها إليه استحق المدح بلسان الشرع، و إذا أجرى
عليه المعصية و قضاها عليه استحق الذم بلسان الشرع أيضا، كما أشار إليه بقوله:
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 287