responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 231

إن اعتقدت أنك إن لم تعبده منعك من جوده العظيم، لقد أجري عليك منته و رزقه و أنت في ظلمة الأحشاء، ثم حين أظهرك لوجوده و بسط لك من جوده، جعلك تتصرف فيه كيف تشاء، و تصنع به ما تشاء، و مما وجد مكتوبا بقلم القدرة في حجر في الكعبة:

تذكّر جميلي فيك إذ كنت نطفة

و لا تنس تصويري لشخصك في الحشا

و كن واثقا بي في أمورك كلّها

سأكفيك منها ما يخاف و يختشى‌

و سلّم إليّ الأمر و اعلم بأنّني‌

أصرّف أحكامي و أفعل ما أشا

فاستحي من اللّه أيها الإنسان أن تطلب أجرا على عبادة أجراها عليك الواحد المنّان، و اذكر قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ‌ [الأعراف: 43]، و قوله تعالى: وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ [القصص: 68]، و قوله تعالى: وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ‌ [الإنسان: 30]، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: «لا يكن أحدكم كالعبد السّوء إن خاف عمل، و لا كالأجير السوء إن لم يعط الأجرة لم يعمل‌[1]»، و قال سيدنا عمر رضي اللّه تعالى عنه: نعم العبد صهيب لو لم يخف اللّه لم يعصه. و قال وهب بن منبه رضي اللّه تعالى عنه: في زبور داود 7 يقول اللّه تعالى: «و من أظلم ممن عبدني لجنة أو نار، لو لم أخلق جنة و لا نارا ألم أكن أهلا أن أطاع» انتهى. و في أخبار داود أيضا 7: إن اللّه أوحى إليه أن أودّ الأودّاء إليّ من عبدني لغير نوال لكن ليعطي الربوبية حقها انتهى. ثم إن رفعت همتك عن طلب الحظوظ صبت عليك الحظوظ، فقد ورد في بعض الأخبار أن اللّه يحفظ الأولاد و أولاد الأولاد بطاعة الأجداد لقوله تعالى: وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً [الكهف: 82]، فقد حفظ الحق تعالى كنزهما بصلاح أبيهما، فقد صبت الحظوظ على الأولاد و هو حفظهم بترك الآباء الحظوظ، و كان سعيد بن‌


[1] - لم أقف عليه.

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست