نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 185
يعني أن الزاهد اصطاده اللّه من الدنيا،
فقبضه و أدخله الجنة، و العارف اصطاده الحق من الجنة، فأدخله الحضرة، اصطاده من
جنة الحس و جعله في جنة المعنى، و هي جنة المعارف.
و قال شيخ شيوخنا سيدي علي رضي اللّه تعالى عنه في كتابه: سبحان من
هيأ أقواما لخدمته و أقامهم فيها، و هيأ أقواما لمحبته و أقامهم فيها، أهل الخدمة
تجلى لهم الحق بصفة الجلال و الهيبة، فصاروا مستوحشين من الخلق، قلوبهم شاخصة لما
يرد عليها من حضرة الحق، قد نحلت أجسادهم و اصفرت ألوانهم و خمصت بطونهم، و بالشوق
ذابت أكبادهم، و قطعوا الدياجي بالبكاء و النحيب، و استبدلوا الدنيا بالمجاهدة في
الدين، و رغبوا في جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ
الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران: 133]، أهل
المحبة تجلى لهم الحق تعالى بصفة الجمال و المحبة و سكروا بخمر لذيذ القربة شغلهم
المعبود عن أن يكونوا من العباد و لا من الزهاد، اشتغلوا بالظاهر و الباطن و هو
اللّه فحجبوا عن كل ظاهر و باطن، زهدوا في التنعم و الإنعام و اشتغلوا بمشاهدة
الملك العلام انتهى كلامه رضي اللّه تعالى عنه، هذا آخر الباب السابع.
و حاصلها: رفع الهمة و شكر النعمة و حسن الأدب في الخدمة، و نفوذ
العزيمة بالانتقال من دوام الخدمة إلى المحبة و المعرفة، و إذا أراد اللّه أن
يصطفي عبدا لحمل معرفته و ينقله من تعب خدمته، قوّى عليه الواردات الإلهية، فجذبته
إلى الحضرة الربانية، و هي مواهب لا مكاسب، لا تنال بأعمال لا بحيل، و قلّ أن تأتي
إلا بغتة كما أشار إلى ذلك في أول الباب الثامن.
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة جلد : 1 صفحه : 185